الجزائر | تحت شعار «الجزائر فقاعات بلا حدود»، يُختتم اليوم في العاصمة «مهرجان الجزائر الدولي الرابع للقصة المصورة (الكوميكس)» الذي تنظمه وزارة الثقافة، بمشاركة 37 بلداً منها فلسطين، ولبنان، ومصر، وتونس، والمغرب، إضافة الى مجموعة معارض (13 تحديداً)، ومحاضرات وندوات وعروض أفلام.
كان لافتاً على برنامج المهرجان، المعارض التي ضمت مختاراتٍ من أعمال الرسامين الفائزين في مسابقات المهرجان العام الماضي، ومعرضاً لأعمال الرسام الجزائري محفوظ عيدر بعنوان «الجنيّ الطيب» (راجع المقالة إلى اليسار)، وآخرَ للفنانين البلجيكيين الرسام فرانسوا شُويتن والسيناريست بونوا بيترز بعنوان «سفر في المدن الغامضة» (Voyage dans les cités obscures)، في تلميح إلى سلسلة القصص المصورة التي تصدرها منذ 1983 دار النشر البلجيكية «كاسترمين» المختصة في إصدارات الشباب.
ومع اقتراب الذكرى الخمسين لأحداث 17 أكتوبر 1961، كان قمعُ تظاهرات الجزائريين المطالبين بالاستقلال في باريس في ذلك اليوم المشهود من تاريخ ثورة التحرير الجزائرية موضوعَ معرض جماعي.
ومن بين ضيوف المهرجان الفائزين بمختلف مسابقاته: «الآمال» (سيد أحمد هشام) و«المواهب الشابة» (حورية كوزة) و«أجمل أفيش» (يوسف بن علي) و«المسابقة الدولية» المفتوحة التي يترأس لجنةَ تحكيمها الرسام الجزائري محفوط عيدر، ولم تعلن بعدُ أسماء الفائزين بها.
ما يميز بلا شكّ هذه الدورةَ الرابعة، هو مشاركةُ رسامين عرب من مجلتي «السمندل» اللبنانية و«توك توك» المصرية، فضلاً عن رسامين تونسيين، كياسين الليل صاحب ألبوم «مع السلامة بن علي» (Good bye Ben Ali). وقد حمل البرنامج بوضوح بصمات الثورة العربية، وما يرافقها من تغييرات في المنطقة لم يكن الفنانون في معزل عنها، بل كانوا في صلبها.
وكما كرّمت دورة السنة الماضية أحمد هارون أحدَ أعلام الرسوم المصورة الجزائرية، فإن دورة 2011 تكرّم رسامين جزائريين آخرين. إذ منحت الجائزة التشريفية إلى محفوظ عيدر، فيما تسلّمت «جائزة التراث» أسرة إبراهيم غروي الذي اغتيل يوم 4 أيلول (سبتمبر) 1995، وهو مبتدع شخصيتي «مروان» و«ترتوغاز». وسيشاركهما هذا التكريمَ فرنسيس غرو مؤسّس مهرجان مدينة أنغولام (فرنسا) للقصة المصورة الذي نال «جائزة العرفان».
منظمة المهرجان دليلة ناجم تقول لـ«الأخبار» إنّ سنوات طويلة ما زالت تنتظر الفن التاسع ليحتّل مكانة مناسبة في الجزائر، مؤكّدة أن هذه التظاهرة السنوية أسهمت في إبراز مواهب شابة كثيرة وإخراجها من «الفقاعة». كما أن دور النشر باتت تُقبل على هذا المجال. «قبل ثلاث سنوات، كانت ثمّة دار نشر واحدة فقط تهتمّ بالكتاب المصوّر، أما اليوم فوصل عددها إلى ثمانٍ». وأضافت إنّ عدد الكتب المصوّرة التي صدرت خلال السنوات الأربع الماضية، أي منذ تأسيس المهرجان، وصل إلى 25 كتاباً.
ومن أهداف المهرجان المعلنة ترقيةُ فنّ القصة المصورة الجزائري الذي دخل طوراً جديداً من تاريخه بفضل جيل صاعد شاب، يريد أن يغزو ميدان النشر بعدما غزا ميدان المدونات والمواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية. وقد عبّر هذا الجيل عن موهبته في كتاب جماعي بعنوان «وحوش» (Monstres)، صدر في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 (دار النشر الجزائرية داليمان)، وهو ثمرةُ دورة تدريبية أقيمت ما بين شهري أيار (مايو) وأيلول (سبتمبر) 2011 تحت إشراف الرسام البلجيكي إتيان شريدر، وشارك فيها عشراتُ الشباب، اختير منهم لإنجازه خمسة وعشرون.
لكن، لا يبدو أنّ كلّ الرسامين الجزائريين الشباب مقتنعون بأن من أهداف المهرجان التعريف بفنّهم وإفادتهم بخبرات أعلام القصة المصورة في العالم. وقد عبّر أحدهم وهو نيم، عن شكّه في حقيقة هذه الأهداف في قصص مصوّرة نشرها على مدونته (http://nime-dansmabulle.blogspot.com/) راوياً «التهميش» الذي تعرّض له في دورات سابقة.