لا يبدو زين العمر راضياً عن أحوال الأغنية اللبنانية اليوم. بل يذهب إلى وصف كل ما يقدَّم بـ«المقرف والمملّ». لذا، يشدّد لـ«الأخبار» على أنّ ألبومه الجديد «زين العمر 2011» (إنتاج شركة روتانا) يضمّ ثماني أغنيات اختارها بعيدةً عن الإسفاف والابتذال الحاصلين اليوم في الكلمة المغناة و«من دون قتل وضرب وتقطيع رؤوس» في إشارة ربما إلى أغنيات محمد اسكندر، وأغنية فارس كرم الجديدة «لمشيلك حافي». ويتابع: «لست ضد أحد، ولا أسجّل معارضتي لما يقدّمه غيري من أهل المغنى. لكن لا بد من أن أسجّل موقفاً مما يحصل على ساحة الأغنية اللبنانية، خصوصاً أنّني صاحب حق في إبداء الرأي بعد أكثر من عشرين سنة قضيتها في مجال الغناء». لا يتردد صاحب «عايل» في وصف ما يسمعه من أغنيات تحت مسمّى أغنية لبنانية بأنه «استنساخ واجترار يدلّ على الإفلاس وغياب الأفكار الجديدة.

مع احترامي للجميع، لكن بعض ما يقدّمونه أو لنقل معظم ما نسمعه «مقرف» ومملّ. صارت الفتاة سلعةً وما تقوله كلمات الأغنيات الرائجة اليوم مهينٌ لأهلها وجيرانها وأصدقائها وكل المحيطين بها. أظنّ أنّ صناع الأغنية اللبنانية وروّادها لم يستهينوا يوماً بالمرأة ولم يستخفوا بدورها في المجتمع، وأنا على خطاهم، أرفض هذه الموجة أيضاً رغم أنّي أعرف أنّها تلقى رواجاً شعبياً في مكان ما. وأسأل المعنيين: ما الذي تفعلونه بمجد الأغنية اللبنانية؟».
لكن ما الجديد في ألبوم «زين العمر 2011»؟ ولماذا لم يتضمّن سينغل «بتفرق على حرف» من كلمات وألحان زياد بطرس؟ يجيب: «طرحنا موسيقى جديدة تشبهني في نمط معين رسمته خلال مسيرتي الفنية. الحبّ هو التيمة الغالبة على أغنيات الألبوم الثماني. وهذا هو السبب الذي دفعني أيضاً إلى استبعاد أغنية «بتفرق على حرف» التي تحمل هماً ووجعاً معيشياً. لقد صنعت هذا الألبوم فقط للحبّ والأمل والسعادة بعيداً عن الحرب وسوادها».
لكنّ هذه النظرة المتفائلة لم تمنع من إدراج اسم زين العمر على لائحة العار السورية بسبب دعمه للنظام. هنا، يقول: «فوجئت بأنّني مدرج على اللائحة مع جورج وسوف، ونجوى كرم، وملحم بركات، وعاصي الحلاني. وكان رد فعلي الأول تجاه من بادر الى ذلك، أن أشكره لأنه حشرني مع هؤلاء العظماء في الفن». ويتابع: «أنا مواطن لبناني، وعدوي هو إسرائيل، ولا أنتمي الى أي فريق سياسي سواء في لبنان أو خارجه الا الجيش اللبناني». لكن ماذا عن تأييده للتيار الوطني الحرّ (التيار العوني)؟ يجيب سريعاً: «إن كانت الصداقة الشخصية مع الجنرال ميشال عون تهمة، فأنا فخور بها. لكن أعود وأكرر أنّني لا أنتمي الى أي تيار أو فريق سياسي في لبنان. أنا لبناني غنّيت في كل المحافل الوطنية. وكنت أول من أبدى موافقته على تقديم أوبريت «لا ما خلصت الحكاية» تحيةً الى الشهيد الرئيس رفيق الحريري. واهتمامي بالأغنية الوطنية مثل «شو عملتلي بالبلد» كان نابعاً من اهتمامي بالشأن الاجتماعي والشعبي أولاً وأخيراً. كذلك أؤمن بأنني كمطرب أكبر من كل السياسيين. وأقول لمن يحاولون الاصطياد في الماء العكر إنّنا مللنا سماع الكلام المرّ الذي يفرّقنا. علينا نحن اللبنانيين، تعلّم لغة التسامح وفهم الديموقراطية عن حق. لا بد من تقبّل الآخر ورأيه حتى لو كان معاكساً لنا. والا فليلغوا كلمة ديموقراطية ولينسوا التفوه بها. علينا أن نبني هذا الوطن، ولن يحصل هذا الا إذا رمينا خلفنا مشاعر الكراهية لكل من يختلف معنا في وجهة نظر».
الحديث السياسي أعاد صاحب «كزدرنا وطال المشوار» إلى الربيع العربي. وجد نفسه مجبراً على تحديد موقفه بوضوح. يؤكد: «أنا مع المظلوم أينما وجد، وضد إهدار قطرة دم واحدة لأيّ طفل في العالم، فما بالكم إن كان عربياً. صحيح أنّني مع الإصلاح والتغيير الى الأفضل، لكن لا يسعني سوى التساؤل هنا: الى أين يذهب هؤلاء الثوار؟ وما هو مصير هذه الثورات التي أضع علامة استفهام حول نظافتها؟ ما أخشاه أن تكون مجرد تحرّكات سلبية ضد الأقليات. وما أرجوه أن يكون هذا الحراك شعبياً حقيقياً حبّاً بالإنسان ونصرة للمواطن لا أكثر ولا أبعد من ذلك».
يختم العمر حديثه مع الموسيقى. يكشف أنّه أقدم على تجديد عقده مع «روتانا» لمدة ثلاث سنوات يتم خلالها إنتاج شريطين غنائيين. ويضيف أنّه في صدد الإعداد لتصوير إحدى أغنيات الألبوم الجديد على طريقة الفيديو كليب.

يطلّ زين العمر الليلة (20:30) ضمن برنامج «بعدنا مع رابعة» على قناة «الجديد»



غرام و... غرام

ضمّ ألبوم «زين العمر 2011» ثماني أغنيات هي: «بيجيني مجروح» (كلمات سمير خليفة وألحان سمير صفير)، «حكم الحب» و«بحاول» (كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير)، و«كرجة مي» و«عقلي طار» (كلمات وألحان سليم عساف)، و«كلّ المراحل» (كلمات صفوح شغالة وألحان يحيى الحسن)، و«ولهة» (كلمات فارس إسكندر والحان سليم سلامة)، و«طير المسا» (كلمات منير بو عساف وألحان رواد رعد). وقد شارك في التوزيع الموسيقي كل من جان ماري رياشي (الصورة) وداني حلو، مارك عبد النور وبودي نعوم.