تلقّى مدير «دار الآداب» سماح إدريس، أمس، إشعار تبليغ من محكمة التجارة في بيروت، بدعوى قضائية مرفوعة عليه من شركة «تويو توسي» ممثلةً بمديرها جهاد المر. الدعوى المؤرّخة في 10 تموز (يوليو) 2011 تتعلّق بحملة مقاطعة حفلة «بلاسيبو» العام الماضي («الأخبار»، 9/6/2010). ويدّعي المرّ في هذه القضيّة على رئيس تحرير «الآداب» و«حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان» و«مركز حقوق اللاجئين عائدون»، ومعهم «الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» BDS.
ويطالب المدّعي الذي يقدّم نفسه كـ«ابن عائلة عريقة ومعروفة، ورجل أعمال ذي شهرة» بتغريم المدّعى عليهم مبلغ 180 ألف دولار، تعويضاً مادياً عن الخسائر التي خلّفتها حملتهم.
وكان ناشطون لبنانيون قد دعوا إلى مقاطعة حفلة «بلاسيبو» في الـ«فوروم دو بيروت» في 9 حزيران (يونيو) 2010، احتجاجاً على قيام فرقة الروك البريطانيّة بالغناء في تل أبيب قبل أربعة أيام فقط من مجيئها إلى بيروت. وبعد سنة كاملة انتبه منتج الحفلة إلى «الخسائر المالية» التي يدّعي أنها نتجت من المبادرة المعادية للتطبيع الثقافي مع إسرائيل، فقرر التحرّك ضدّ تلك الحملة الـ«كيدية» والـ«مضللة»، كما يصفها. ويستند المدّعي إلى حجّة أساسيّة، هي أنّ المخالفات التي يلحظها قانون مقاطعة إسرائيل الصادر بتاريخ 23/6/1955 لا تنطبق على حفلة «بلاسيبو»، كما يلاحظ أن فرقة الروك الشهيرة «لا تتعاطى السياسة».
«غنّت الفرقة في تل أبيب بعد فترة قصيرة على جريمة «سفينة مرمرة»، أي إنّها تغاضت بوضوح عن ارتكابات الاحتلال»، يلفت سماح إدريس. «وإذا أردنا اعتماد منطق الجهة المدّعية، فإنّ حفلة الفرقة في إسرائيل التي حضرها 7 آلاف مشاهد، درّت أكثر من ثلاثة ملايين دولار، ذهبت مباشرة إلى جيوب المنظّمين الإسرائيليين». ويضيف سماح: «إنّ مَن يحْيون حفلةً في إسرائيل لا يشاركون في غسل جرائم الكيان الغاصب فحسب، بل يدرّون أموالاً على هذا الكيان أيضاً. المقاطعة الثقافية والفنية والأكاديمية ليست فضحاً معنوياً لإسرائيل فقط، بل محاولة لخفض الدعم المادي لها». ويذكّر رئيس تحرير «الآداب» بأنّ مقاطعة «بلاسيبو» جاءت في ظلّ ارتفاع نبرة حملات المقاطعة لإسرائيل حول العالم، وقد استجاب لها فنانون عالميون منهم كارلوس سانتانا، وألفيس كوستيللو، وفرقة «غوريلاز». يبدو أنّ همّ الجهة المدّعية ينحصر في خسارتها لبضعة آلاف من الدولارات، في وقت يضحّي فيه نجوم من طراز روجر ووترز بحفلات ذات ميزانيات أضخم، رفضاً لتلميع صورة الأبارتهايد. وفور انتشار خبر الدعوى، بدأ التضامن مع إدريس ورفاقه من قبل كتاب ومثقفين وفنانين منهم الياس خوري الذي كتب لسماح: «نحن معك في هذه المعركة».