حدثان بارزان شغلا وسائل الإعلام أمس: مقتل الزعيم الليبي معمّر القذافي، ودخول جورج وسّوف (1961) إلى المستشفى في حالة صحية خطرة. استيقظ جمهور «سلطان الطرب» أمس على خبر مفاجئ عن دخوله «مستشفى الشامي» في دمشق، ثم نقله إلى «مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت». وفي ساعات النهار، تفاعلت الأخبار والشائعات لتبث بعض الفضائيات ومعها عدد من المواقع الإلكترونية نبأً كاذباً عن وفاة صاحب «حلف القمر». لكن سرعان ما جرى تكذيب الخبر، ليستمّر توافد الفنانين والصحافيين إلى المستشفى. هناك، في صالة الانتظار المحاذية لغرفة العناية الفائقة، تجمّع عدد من الأصدقاء والمعجبين، يتقدمهم ولدا وسوف، وديع وجورج، إلى جانب المخرج كميل طانيوس، ومدير التسويق في شركة «روتانا» هادي حجّار، والفنان باسم يزبك ومجموعة من الإعلاميين. أما زوجته شاليمار فبقيت إلى جانبه. وقد أكدت عائلة صاحب «طبيب جراح» أن «وضعه مستقر» كما قال ابنه وديع، معتبراً أن «سبب الشائعات هو الحب الكبير الذي يكنّه الجمهور لوالده». هذا ما نقله شادي خليفة في نشرة أخبار «الجديد». غير أن الأقاويل لم تتوقف، إذ ظلّت المواقع الفنيّة على الإنترنت تتناقل الخبر وتضيف أن «حالة جورج وسوف حرجة ودقيقة، وتحتاج الى مراقبة مكثّفة خلال الـ48 ساعة المقبلة، وهو في غيبوبة بخلاف ما تتناقله وسائل الإعلام»، ناسبة أخبارها إلى «مصادر طبيّة موثوقة». ونقلت قناة «الحرة» خبر وفاته، وهو ما دفع شركة «روتانا» إلى إرسال خبر قصير إلى الفضائيات اللبنانية والعربيّة، تنفي فيه ما ذكرته الفضائية الأميركية، مؤكدة أن الوضع الصحي لجورج وسّوف مستقرّ. ونقل هادي حجّار عن المصادر الطبيّة قولها إن «وسّوف لم يتناول الدواء الخاص بارتفاع الضغط، فتفاعلت الأمور، ما اقتضى نقله على الفور إلى المستشفى». وكانت «روتانا» قد أصدرت أمس بياناً نفت فيه وفاة «الوسّوف»، مضيفةً أنّ «حالته مستقرّة وتحتاج إلى 72 ساعة على الأقل من الراحة والمتابعة الطبيّة». كذلك قال مدير أعمال جورج وسّوف، ميشال حايك، إنّ حالته بخير، وقد «شهد تحسناً كبيراً، وهو ما فاجأ الأطباء الذين كانوا يتابعون حالته».
وكان وسّوف يتناول الفلافل على شرفة شقته في منتجع يعفور السياحي (ريف دمشق)، خلال الاتفاق مع متعهد حفلات على إحياء ليلة الميلاد، حين فقد وعيه ونقل على الفور إلى مستشفى «الشامي» في العاصمة السوريّة. وأدخل إلى غرفة العناية المركّزة، وتابع وضعه الصحي مستشار «الجامعة الأميركية في بيروت» الدكتور رأفت يحيى الذي قال إن «وضعه الصحي يسمح بنقله إلى الجامعة الأميركيّة خلال 24 ساعة». وزارته في المستشفى في سوريا الفنانة مي حريري ثم وصل الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان الذي رافق وسّوف في رحلته من دمشق إلى بيروت.
وكان الأطباء في سوريا قد امتنعوا عن التطرّق إلى الوضع الصحي لجورج وسّوف، رغم أنه تردد أن النجم سيبقى تحت المراقبة لمدة أربعة أيام، وأن سبب الجلطة هو أنه امتنع عن تناول الدواء الخاص بارتفاع الضغط. وعن الشائعات التي لم تتوقف، صرّح نيشان لـ«الأخبار» بأنه لا يستغرب المشاعر الهستيريّة والأخبار المتناقضة، «فقد تعرّض أبو وديع لجلطة دماغيّة، وليس منطقيّاً أن نتوقع منه أن يقف على المسرح ويغنّي بعد ساعات قليلة. هو حتماً يحتاج إلى 48 ساعة من المراقبة، وإلى رعاية طبيّة دقيقة». ويبدي الإعلامي اللبناني انزعاجه من «الشائعات التي تروّج كل عشر دقائق، لأن وسّوف ليس في غيبوبة ولم يفقد وعيه، واستطاع أن يتحدث إلى أولاده قبل قليل (بعد ظهر أمس)». وأضاف نيشان أن «الاتصالات القلقة على صحته لم تهدأ من الأصدقاء والفنانين والمحبين، ومن بينهم نجوى كرم، وراغب علامة، وراشد الماجد، وحسين الجسمي، إضافة إلى رسائل صوتية متلاحقة من أصالة». وكان الأمير السعودي الوليد بن طلال قد وضع طائرته الخاصة في خدمة وسّوف إذا وجب نقله إلى أوروبا للعلاج، عارضاً خدماته في تحمّل نفقات المستشفى. أما الرئيس السوري بشار الأسد فأعلن بدوره التكفّل بمصاريف علاج صاحب «الهوى سلطان». وقد علمت «الأخبار» أن مسؤولين سوريين اتصلوا بإدارة مستشفى «الجامعة الأميركية في بيروت» للاطمئنان على صحة وسّوف. وهو ما فعله الوليد بن طلال الذي تحدّث شخصياً إلى الأطباء الذين يتابعون وضعه، وعلى رأسهم يوسف قمير. وقد حاولت «الأخبار» عبثاً الاتصال بهذا الأخير بغية الاطمئنان على صحة «الوسّوف». يذكر أنّها ليست المرة الأولى التي يصاب فيها «سلطان الطرب» بعارض صحي، بل حصل ذلك أيضاً في 2008، حين ظهر ورم في ظهره، ليتضّح لاحقاً أنه حميد، وأن لا خطر على صحته.



باباراتزي طبّي

«ضرب» تجاري بامتياز أرادت إحدى الممرضات الاستفادة منه، والنتيجة أنها أحيلت على التحقيق. تناقلت المواقع الإلكترونيّة ظهر أمس صورة للفنان جورج وسّوف من داخل غرفة العناية الفائقة في المستشفى في دمشق، ويظهر فيها «سلطان الطرب» متعباً. وتبيّن أن الصورة التي جرى تناقلها على الإنترنت، وهو في غيبوبة، «تطوّعت» إحدى الممرضات داخل مستشفى «الشامي» في العاصمة السورية بالتقاطها وتسليمها إلى شركات الهاتف. وهذه الأخيرة عملت بدورها على إرسال رسائل قصيرة للحصول على الصورة مقابل دولار واحد، ما أزعج زوجة وسّوف شاليمار وأولاده. وسيجري التحقيق مع الممرضة ومعاقبتها وفق ما أكد مسؤولون في سوريا.