في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، ستزور بيروت للمرة الأولى لإحياء أمسية في «جمهورية الموسيقى الديموقراطية» (DRM). الفنانة التونسية غالية بن علي (1968) المقيمة في بروكسل منذ 1987، تصل إلى لبنان الذي سيكون البلد العربي الرابع الذي تغنّي فيه بعد تونس ومصر والبحرين. «أما عن البلد الخامس، فأمنيتي أن تكون فلسطين» تقول بن علي لـ«الأخبار». صاحبة أسطوانة «أغاني أم كلثوم» لم تكن تفكر يوماً في احتراف الغناء. حين سمعتها والدتها تغني للمرة الأولى، شجّعتها. لكنّ الطفلة لم تكن تتخيّل أن تخطّ لنفسها مساراً في مجال الفنّ. درست التصميم الغرافيكي في بروكسل تزامناً مع تعمّقها في الموسيقى المصرية والسورية والعراقية. كان ذلك بداية لعالمها الموسيقي الحقيقي، فلقّبها الغرب بـ«سفيرة العالم العربي». تأثر صوتها بالفولكلور العربي وطريقة الغناء الصوفية، بالإضافة إلى الجاز والموسيقى الهندية. منذ طفولتها، التزمت دمج عوالمها الموسيقية من خلال الاستماع إلى كلّ من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأم كلثوم، وفيروز، وناظم الغزالي، وموزار، وإديث بياف، وبيتهوفن وغيرهم.عن زيارتها الأولى لبيروت، تقول غالية بن علي في حديث خاص لـ«الأخبار»: «منذ صغري، انقسم عالمي بين مصر ولبنان. مصر من خلال أم كلثوم، ولبنان من خلال فيروز. فيروز هي التي حدثتني عن لبنان من طريق أغنياتها. وشعرت دوماً بأنّ بيروت تشكّل هذا الدمج الجميل بين الغرب والشرق متمثلةً في أغنيات الأخوين رحباني وموسيقاهما وصوت فيروز». وتضيف: «شعرت دوماً بانتماء أقوى إلى مصر. لكنّ بيروت كانت دائماً بالنسبة إليّ «حبّة الكرز التي تزيّن الكعكة» وعبارة عن مهرجان للحياة».
لم تتعمّق بن علي أكاديمياً في الموسيقى. اكتفت بالخضوع لدروس قليلة في مدرستها التونسية، فأصدرت ألبوم «روميو وجولييت»، إضافةً إلى أسطوانة احتوت على أغنيات لأم كلثوم عرفها الجمهور العربي أكثر من خلالها. منذ أن غنّت في أوروبا، اعتمدت إعادة تقديم الأغنيات الكلاسيكية العربية، وخصوصاً أم كلثوم مع الحفاظ على القالب الموسيقي للأغنية من دون أي توزيعات موسيقية جديدة على الأغنية. «كانت هذه طريقتي لأن يتعرف الغرب إلى موروثنا الثقافي العربي» تقول. لكنّ غالية بن علي خاضت أيضاً تجربة التمثيل في فيلم «موسم الرجال» للمخرجة التونسية المعروفة مفيدة التلاتلي، وأدت دور راقصة في فيلم «سوينغ» للمخرج توني غاتليف.
الفنانة التونسيّة الشابة التي تقول إنّ أول معجبيها في بلجيكا كانوا لبنانيين، سيرافقها في بيروت كلّ من مفظل عظوم على العود (تونس) وعز الدين الجزولي على الإيقاع (المغرب). لكنها، حتى الآن، لا تعرف الفنانة برنامجها الغنائي النهائي. منذ وصولها إلى المدينة التي تذكرها بتونس، ستبدأ بالتعرّف إلى البلد وناسه، وستستمع إلى رغبات جمهورها والأغنيات التي يحبّ سماعها. وبناءً عليه، تقرّر البرنامج بعد نقاش مع فرقتها الموسيقية المصغّرة. «سيصلني الإلهام من المكان» تقول مبتسمة. وكشفت غالية عن رغبتها في غناء العتابا والميجانا، إلا أن هذا لن يكون سهلاً عليها. أما بخصوص فيروز، فمن المحتمل أن تقدّم أغنية «طلعلي البكي». وأيضاً، ستقدم أغنية لصباح التي تشعر بالانتماء الأكبر إليها بسبب صوتها الريفي الجبليّ، كما تصفه. وستقدّم أغنية الشحرورة «عَ الندا». على أي حال، تأمل بن علي أن يأتي إيحاء المكان بأغنيات لم تقدّمها على مسارح من قبل، ولا سيما أنّ DRM ستسجل الحفلة كاملة على أسطوانة توزّعها لاحقاً شركة «فورورد ميوزيك».



أمسية غالية بن علي: 10 تشرين الثاني (نوفمبر) ـــــ «جمهورية الموسيقى الديموقراطية» (بيروت). للاستعلام: 70/030032 ــــ
www. ghaliabenali.com