طهران | لعلّ الانطباع السائد عن العالم الإسلامي حالياً مصدره الصورة التي تبثّها وسائل الإعلام الغربية. من هذا المنطلق، وبناءً على مبدأ «الهوية المشتركة»، قرّرت وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانيّة تأسيس «اتحاد الصحافة والمطبوعات في العالم الإسلامي» على هامش «المعرض الـ 18 للصحافة ووكالات الأنباء» الذي افتتح في طهران في الخامس والعشرين من الشهر الماضي واختتم في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.الاتحاد الذي أُنشئ خلال الأسبوعين الماضيين، هو الأول من نوعه في العالم الإسلامي، ويهدف إلى إرساء التعاون والتنسيق بين المؤسسات الإعلامية الإسلامية والمطبوعات في العالم الإسلامي في المجالات المهنية والفنية والإخبارية. ويعمل الاتحاد على إيجاد قاعدة للتعاون الحرفي بين الإعلاميين في المجالات الخبرية والإعلامية وتعليم وتدريب المراسلين المسلمين في المجالات الثقافية والسياسية، والتنسيق بين مطبوعات العالم الإسلامي. بينما تتلخّص وظائف الاتحاد في «الدفاع عن المصالح المهنية للمراسلين الإعلاميين والمؤسسات الإسلامية العاملة في حقل الإعلام في المجالات السياسية والحقوقية والثقافية والاجتماعية»، إلى جانب «خلق التضامن المهني وتعزيزه بين الأعضاء وتنسيق نشاطاتهم».
وقد شارك رئيس تحرير جريدة The muslim news البريطاني أحمد فيرسي (الصورة)، ورئيس تحرير جريدة «الثبات» اللبنانية عبد الله جبري في تأسيس الاتحاد. ويرى جبري أنّ أهميّة هذه الخطوة «تكمن في توحيد المصطلحات الإعلامية في ظلّ الهجمة الشرسة التي تواجهنا من الإعلام المعادي للخط المقاوم والممانع. عندما تجتمع أكثر من 150 وسيلة إعلامية في اتحاد، توحّدها الغايات والأهداف والمصطلحات، ربما أمكننا أن ننتقل عندئذ من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم. مشكلتنا أنّ عملنا يأتي دائماً كردّ فعل». فيما يرى فيرسي أنّ ما نحتاج إليه فعلاً في عالمنا اليوم هو مصدر آخر للأخبار، غير ذلك الغربي، بما أنّ وكالات الأنباء الغربية لا تعمل من منطلق محايد. ويقول: «ليس ضرورياً أن يكون المصدر الجديد إسلامياً، غير أنّ على المصدر الجديد أن يكون مستقلاً وغير خاضع للرقابة. وإذا كان هذا الاتحاد وفياً لمبادئ الصحافة، خلال عمله، يمكنه أن يكون البديل للإعلام الغربي».
يذكر أن المعرض الذي اختُتم في الأول من الشهر الحالي ضمّ نحو 50 وسيلة إعلامية أجنبية و600 مؤسسة إيرانية.