القاهرة | كما كان متوقعاً لم ينتظر الجمهور رأي النقاد، بل توجّه بكثافة إلى صالات السينما المصرية لمشاهدة فيلم أحمد مكي الجديد «سيما علي بابا». في السنوات الأخيرة، تحوّل الممثل الشاب إلى نجم شبّاك التذاكر بعد ثلاثة أفلام ناجحة ومسلسل شهير هو «الكبير قوي»، لكن يبدو أن الصورة اختلفت هذا العام. منذ بدء عرض الشريط يوم الأربعاء الماضي، توالت الآراء السلبية فيه.هكذا، وفي وقت تتسابق فيه الفضائيات لإعادة عرض حلقات مسلسل «الكبير قوي»، وتعرض قنوات الأفلام في العيد ثلاثيته الشهيرة «إتش دبور» و «طير أنت» (يجسد فيه 7 شخصيات،) و«لا تراجع ولا استستلام» (أدى فيه شخصية حزلقوم الشهيرة) جاء الشريط الجديد مخيّباً للآمال. ويأتي ذلك رغم أن مكي أعاد في العمل استخدام شخصية حزلقوم في تنازل عن مبدئه الشهير الذي أعلنه في بداية مسيرته الفنية. يومها رفض النجم تقديم سلسلة أفلام لشخصية «هيثم دبور» التي نجح فيها في «إتش دبور»، مستشهداً بالثمن الذي دفعه الممثل الكوميدي محمد سعد بسبب تكرار شخصية «اللمبي».
ولجأ أحمد مكي إلى تقسيم الشريط إلى فيلمَين: الأول هو «حزلقوم في الفضاء»، الذي تدور أحداثه عن قائد كوكب يجري اغتياله فيستعان بحزلقوم من كوكب الأرض لكي يحل مكانه. هنا، تظهر كل شخصيات البلاط الملكي كأنها إسقاط على رجال نظام حسني مبارك. طبعاً هذا الفيلم هو تقليد واضح للأفلام الأميركية التي دارت حول حرب الكواكب، لكن جاءت «القفشات» مكررة ومتوقعة من الجمهور، أو بعيدة عن ثقافة من لا يشاهدون هذه النوعية من الأعمال، كما كتب رامي عبد الرازق في جريدة «المصري اليوم».
أما الفيلم الثاني، فهو «الديك في العشة»، وجاء أيضاً اقتباساً من أفلام «والت ديزني»، فجسّد مكي شخصية ديك نصاب تعتقد الحيوانات التي يحكمها، أنه الديك المنتظر. ورغم المجهود المبذول في الديكورات، والماكياج، والملابس، انعكس ذلك سلباً على أداء الممثلين، الذين لم تظهر ملامحهم بوضوح.
إذاً ردود الفعل الأولية على «سيما علي بابا» جاءت سلبية، لكن يبدو أن ذلك لن يؤثّر في جمهور أحمد مكي، الذي سيقبل مرة جديدة على مشاهدة أعماله. ومع ذلك، يمكن القول إن الكرة هي حالياً في ملعب النجم الكوميدي، الذي بات مطالباً بدراسة أخطائه جيداً، والاستعداد للعودة بقوة، وخصوصاً أن فيلم «إكس لارج» لأحمد حلمي حقق قبولاً جماهيرياً رغم تأخر طرحه في
الصالات.
وبعدما كان متوقعاً أن يزعزع أحمد مكي عرش أحمد حلمي على شباك التذاكر المصري، تراجع «الكبير قوى» ليظل حلمي منفرداً بالقمة التي لم يتنازل عنها منذ سنوات.