بعدما روّجت فلة لحفلاتها الغنائية المرتقبة في مصر، وبعدما أمل كثيرون أن تكون زيارة النجمة الجزائرية للمحروسة تتويجاً للمصالحة الشعبية والفنية بين البلدَين، جاءت التطورات على أرض الواقع لتصدم الجميع. مُنعت صاحبة «تشكّرات» من دخول الأراضي المصرية، وجرى ترحيلها صباح أول من أمس من مطار القاهرة إلى بلادها. أما السبب، فهو على ما يبدو قضية الدعارة الشهيرة التي اتّهمت بها فلّة عام 1992، وأدّت إلى إبعادها عن مصر عام 1997، علماً أنّ الفنانة أعلنت يومها أنّ القضية مفبركة. يومها أدرج اسمها على لائحة الممنوعين من دخول القاهرة، لكن في عام 2001 أسقط اسم فلة من القائمة، وجرت تسوية أوضاعها، فما الذي حصل؟ ولماذا مُنعت من دخول مصر؟ محامي الفنانة محسن جلال شرح لوسائل الإعلام أول من أمس التفاصيل القانونية للملف، قائلاً إنّ «العرف السائد في مصر يُلزم كل من يسقط اسمه من لائحة الممنوعين، بالحصول على إذن مسبق من جهاز الأمن الوطني قبل دخول الأراضي المصرية... وهي مسألة لم تكن حتى السفارة المصرية في الجزائر على علم بها عندما منحت فلة تأشيرة الدخول».في حديثها مع «الأخبار»، تشرح فلّة تفاصيل ما حصل، فتقول إنها تلقّت دعوة من «دار الأوبرا» في مصر لإحياء خمس حفلات في دمنهور، والإسكندرية، والقاهرة. وتضيف إنّها فوجئت عند وصولها إلى العاصمة المصرية «بطلب أمن المطار منّي الجلوس قليلاً (في انتظار التدقيق في الأوراق)». وتشرح أن الأمن بدأ يجري اتصالات بشأن وصولي إلى مصر، لينتهي الأمر بانتظارها ساعات طويلة داخل المطار، قبل أن يصدر قرار ترحيلها.
من جهته، استنكر عضو اللجنة التحضيرية لـ«مهرجان الموسيقى العربية» وجدي الحكيم ما تعرضت له فلة في القاهرة، وتمنى كشف الأسباب الحقيقية لهذا المنع المستغرب، بعدما حصلت على تأشيرة دخول. وكان الحكيم أوّل من رحّب بدعوة فلّة إلى الغناء في المهرجان على خشبة «دار الأوبرا»، لأن ذلك في رأيه «نوع من التصالح الفني بين مصر والجزائر، بعد الأزمة التي حدثت، والتي أساءت إلى العلاقة بين البلدين». ورداً على كل من هاجم لجنة المهرجان لدعوة فلّة، قال في مقابلة مع قناة «دريم»: «الفنانة فلة أخطأت وعوقبت، فلماذا نعاقبها مرة ثانية ونمنعها من المشاركة في «مهرجان الموسيقى العربية» ونحرم الجمهور منها».
ولم يكن الحكيم وحده من المستنكرين لمنع فلة من دخول مصر، بل إن النجمة الجزائرية كشفت أن عدداً من الفنانين والمسؤولين في «دار الأوبرا» عبّروا عن تضامنهم معها. ولم تتردّد في التصريح للإعلام الجزائري بأن سعادتها بالدعوة التى تلقتها من «دار الأوبرا» المصرية سرعان ما تحوّلت إلى مرارة وخيبة أمل، موضحة أن أكثر ما أزعجها أنّ «مصلحة المطار لم تعاملني كسفيرة للجزائر تزور مصر حاملة رسالة محبة وتصالح». مضيفةً: «من غير المعقول أن يتغيّر كل المصريين وتظل فئة قليلة تمارس الأساليب القديمة نفسها، وتسيء إلى الشعب المصري الطيب». وتابعت إنّها مصرّة على العودة إلى مصر خلال الأيام القليلة المقبلة.
يذكر أن وسائل إعلامية عدّة أفادت أن هذه ليست المرة الأولى التي ترحّل فيها فلّة من مطار القاهرة، بل حصل ذلك في وقت سابق، عندما حاولت النجمة دخول أرض الكنانة بوساطة من أصالة وزوجها المخرج طارق العريان، إلا أن أمن المطار أعادها إلى بيروت التي قدمت منها.