الجزائر | باختيار روايته «دمية النار» ضمن القائمة الطويلة لجائزة «بوكر» لدورة 2012، يكون بشير مفتي ثالث روائي جزائري يدخل قوائم «بوكر» العربية، بعد كل من سمير قسيمي وواسيني الأعرج. ولا يخفي الروائيون الجزائريون ــــ والمغاربيون عموماً ـــ شعورهم بالإقصاء والظلم واعتقادهم بأن جائزة «بوكر» العربية «مشرقية الهوى»، مستدلّين في ذلك بطغيان الأسماء المشرقية في اختيارات لجنة تحكيمها للفائزين بها، وحتّى لقائمتيها الطويلة والقصيرة، إذ لم تُمنح سوى مرّة واحدة لروائي من المغرب العربي، هو المغربي محمد الأشعري عن روايته «القوس والفراشة». كان ذلك العام الماضي مناصفةً مع السعودية رجاء العالم عن روايتها «طوق الحمام».
وإذا كان هناك أصوات تشكو من تجاهل الرواية المغاربية واهمالها من قبل المشارقة، فإن كتّاباً ونقاداً آخرين يحمّلون الروائي المغاربي نفسه مسؤولية الحضور الخجول في الجائزة.
ويتساءل بشير مفتي، في حديث لـ«الأخبار» عن سرّ وجود اسم جزائري واحد فقط في القائمة الطويلة كل دورة، مع العلم أنّه غاب تماماً في الدورتين الأولى والثانية. ويرجّح أن يكون الناشرون الجزائريون غير مهتمّين أصلاً بترشيح كتّابهم لجوائز مماثلة، فيما يتهافت الناشر المشرقي على ترشيح عدد كبير من الروايات للجائزة: ويضيف الروائي (والناشر والناقد) الجزائري: «في الجزائر، لا تقاليد عريقة تحكم المشهد الأدبي، والناشر لا يهتمّ بالتسويق لكتّابه».
أما الروائي الشاب سمير قسيمي، فيتحدّث عن «تجاهل مفرط» للرواية المغاربية التي يقول إنها تتّسم بأساليب وطرق مختلفة، يصعب أن يحسن المشرقي قراءتها من دون أن يملك أدوات القراءة اللازمة، على حد قوله. ويشير إلى ما يسمّيه تأخّر النقد العربي عن التجربة السردية، وهو ما يجعل «لجان التحكيم غير قادرة على مواكبة واقع السرد العربي أو ما نسميه الرواية الجديدة». ويقول قسيمي الذي وصلت روايته «يوم رائع للموت» إلى القائمة الطويلة عام 2010، إنّ «النقد في معظمه عاجز عن فهم التجارب الأخيرة لجمال الغيطاني مثلاً، أو حتى روايتي «هلابيل» بسبب كتابتها بطرق غير اعتيادية في العالم العربي». ويقف الروائي والإعلامي الخيّر شوّار على طرف نقيض. هو وإن كان يرى أنّ الموضوع يعيدنا إلى ثنائيّة المشرق والمغرب، أو بالأحرى المركز والهامش التي بقيت مطروحة بأشكال مختلفة على مر العصور في الثقافة العربية.... إلا أنه يعتقد أن مقارنة عدد الروايات المشرقية في القائمة الطويلة لـ«بوكر» بنظيرتها المغاربية لا تصح لأسباب موضوعية: «أرى أنّ للموضوع علاقة بالانقسامية اللغوية في الدول المغاربية عموماً. ما زال المشهد عندنا مقسماً بين كتّاب وناشرين وقرّاء معربين وآخرين مفرنسين، وهذا يؤثر على عدد الروايات الصادرة. ثم إن الناشر المغاربي عموماً والجزائري خصوصاً غير مهتم بهذه الجوائز، فكثير من الروايات الجزائرية التي أعرفها لم يفكر ناشروها في الترشّح لهذه الجائزة».



zoom

اللائحة الطويلة



بلغت القائمة الطويلة لـ«بوكر» 13 رواية هي «سرمدة» لفادي عزّام (ثقافة للنشر)، و«تبليط البحر» لرشيد الضعيف (الريّس)، «شريد المنازل» لجبور الدويهي (النهار)، «دروز بلغراد» لربيع جابر (المركز الثقافي العربي)، و«عناق عند جسر بروكلين» لعز الدين شكري فشير (العين)، و«العاطل» لناصر عراق (المصرية اللبنانية)، و«دمية النار» لبشير مفتي (الاختلاف)، و«حقائب الذاكرة» لشربل قطان (نوفل)، و«كائنات الحزن الليلية» لمحمد الرفاعي (ميريت)، و«نساء البساتين» للحبيب السالمي (الآداب)، و«رحلة خير الدين العجيبة» لإبراهيم زعرور (فضاءات)، و«النبطي» ليوسف زيدن (الشروق). وسيعلن عن القائمة القصيرة في 7 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، على أن تمنح الجائزة في 27 آذار ( مارس) 2012.