بين الفنّ والعائلة، تقضي نانسي عجرم أيامها، وإن كان عملها يشغلها أحياناً عن ابنتيها. ترتسم ابتسامة تلقائية على وجه النجمة اللبنانية عندما تتحدّث عن ميلا وإيلا «أسمع ميلا تردّد بعض أغنياتي، واكتشفت أن صوتها جميل». لكن بعيداً عن السعادة التي تعيشها في بيتها، تبدو صاحبة «شاطر شاطر» قلقة على الوضع السياسي والأمني في العالم العربي، من دون أن تنفي أن الثورات الشعبية أثّرت مباشرة على الساحة الفنية.
تقول: «الوضع يعاني تشنّجاً كبيراً... لكنني مع الشعب، أدعو أن تنتهي كل هذه التحركات لما فيه مصلحة المواطن العربي». قد تكون هذه الانتفاضات هي التي دفعت عجرم إلى الكشف عن أنها تعدّ أغنية وطنية من كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير «لعلّها صرخة لبنانية عن كل ما يحصل في الدول العربية».
إذاً، يبدو مستقبل العالم العربي مجهولاً بالنسبة إلى صاحبة «يا كثر». تطرح علامات استفهام حول مستقبل المنطقة، وتستعيد عنوان فيلم نادين لبكي متسائلةً: «هلأ لوين؟». هنا، تحديداً لا بدّ من العودة إلى العلاقة التي تجمع النجمة اللبنانية بلبكي. عجرم ومدير أعمالها جيجي لامارا كانا أوّل من أضاء على موهبة المخرجة اللبنانية من خلال التعاون معها في تصوير الفيديو كليبات. هكذا صوّرت لبكي لعجرم في عام 2002 أغنية «أخاصمك آه» وتلاها عدد من الكليبات كان آخرها «في حاجات»، «وأنا أكيدة أنّ التعاون بيننا سيتكرّر، لكن عندما تجد نادين الوقت لذلك».
في ظلّ تراجع العمل على الساحة الفنية نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية في العالم العربي، تحاول عجرم اختيار أغنياتها الجديدة بدقة وبتأنٍّ، «أريد مجدداً تأدية لون الطرب الشعبي الذي نجحت فيه مع الملحّن المصري وليد سعد في أغنية «اللي كان» مثلاً». تؤكد النجمة اللبنانية أن هذا النوع من الأغنيات هو الأقرب إلى قلبها «أستمع بغيرة إلى أعمال الكبار مثل وردة وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ... في منزلي وسياراتي لا وجود لألبومات فنانين جدد، بل أستمع فقط إلى هؤلاء الثلاثة، وأتساءل كيف تمكّنت من الغناء بهذه التقنية المتكاملة وبهذا الإحساس». وتكشف أنها لا تزال حتى اليوم تتابع دروس الـ«فوكاليز» كي تكون «مرتاحة أكثر خلال الحفلات المباشرة».
لكن كل النجاح الذي تعيشه يقابله طبعاً بعض الانتقادات التي توجّه إليها في عدد من وسائل الإعلام أو حتى بعض المقرّبين منها. تقول عجرم إنها تعطي أهمية كبرى لكل نقد تتلقاه «أستمع إلى كل من ينتقدني، وخصوصاً من هم أكبر مني وأحترم تجاربهم، وببساطة أستطيع أن أميّز من ينتقدني ليحسّن أدائي ومن يريد فقط مهاجمتي». وتشير إلى أنّه عندما تواجه انتقاداً معيناً، تعيد النظر بما سمعته «عندما يقول لي أحدهم إنني كنت مرتبكة في حفلة معيّنة أو غير مرتاحة، أعيد مشاهدة الحفلة لأتأكد من ذلك».
وكما البداية، كذلك النهاية. تعود نانسي عجرم إلى الحديث عن ابنتيها، قائلةً بحزم: «لو طُلِب مني الاختيار بين الفن والأمومة، لفضّلت الثانية فوراً».