لن يكون 2016 عام برامج المواهب الغنائية، فتلك الأعمال التلفزيونية أصبحت موضة قديمة. ستشهد السنة المقبلة ولادة مجموعة من البرامج التي تُعنى بالطبخ. تلك المشاريع التي لا تعتبر وليدة اليوم وسبق أن حققت رواجاً كبيراً، تعود إلى الأضواء لتبثّ الحركة في أدوات المطابخ العالمية وتعرّف المشاهد الى أهمّ الأطباق وطريقة تحضيرها.
في عام 2011، عرضت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» برنامج Top Chef الذي قدّمته سهام تويني، وتلاه موسم ثانٍ في 2012 من تقديم الممثلة السورية جمانة مراد. نجح العمل يومها، لأنّه شكّل مفاجأة في الأعمال التلفزيونية وسلّط الضوء على جانب آخر من الحياة اليومية. اليوم، وبعد مضي ثلاث سنوات على Top Chef، يتمّ التحضير لمجموعة من الأعمال الشبيهة به والتي تدور في فلك فن الطهي. هكذا، تحضّر شركة «إندمول الشرق الاوسط» للإنتاج برنامجاً مخصصاً للطبخ سيكون نسخة لبنانية من Master Chef الشهير في الغرب، وخصوصاً في أوستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة في الخارج.
لكن هناك عقبات عدّة تقف بوجه هذا المشروع، على رأسها أزمة النفايات التي تهدّد لبنان حالياً، ما يؤخّر ولادة البرنامج، ولا سيّما أنّ غالبية حلقات «ماستر شيف» ستصوّر خارج الاستديو. ويتمّ اليوم البحث عن أماكن صالحة للتصوير في بيروت وخالية من أكوام القمامة.

تمزج المشاريع بين المسابقات والمأكولات من بلدان مختلفة
في هذا السياق، تكشف لارا حدّاد مديرة «إندمول الشرق الأوسط» في حديث إلى «الأخبار» أنّ الشركة «اختارت Master Chef لأنّه سبق أن قُدّم منه نسختان ناجحتان في المغرب والجزائر. وكل موسم كان مخصّصاً لعادات وتقاليد الطبخ في كل بلد». تؤكّد حدّاد أنّ «المشروع المنتظر هو ضمن جدول أعمال الشركة المنتجة، وسيبصر النور في العام المقبل، ريثما تكتمل كل التحضيرات له ويتم التعاقد مع قناة لبنانية لعرضه».
وفي الإطار نفسه، تحضّر قناة mbc لبرنامج طهي سيكون ضمن برمجة أعمالها في النصف الأوّل من عام 2016. «تبحث mbc حالياً في التعاقد على شراء نسخة عربية من برنامج طبخ عالمي، لكن لغاية اليوم لم يتمّ تحديد هويته»، يقول علي جابر المدير العام للقنوات في الشبكة السعودية لـ«الأخبار». وكان موقع «نواعم» الإماراتي قد ذكر أمس أنّ البرنامج قد يكون Top Chef.
إذاً، يبدو أنّ شهيّة القنوات العربية واللبنانية فُتحت على برامج الطبخ، وهذا ليس جديداً. فكما انتشرت عدوى الأعمال التلفزيونية التي تكشف عن المواهب الغنائية، تعود شركات الإنتاج اليوم لتقدّم باقة من البرامج المتخصّصة بفن الطهي. إضافة إلى المأكولات التي تنتمي إلى بلدان مختلفة. ومن المتوقع أن تتضمّن المشاريع المقبلة أيضاً مسابقات، على أن يتوّج في حلقاتها الأخيرة رابح واحد يحمل اللقب. في السنوات العشر الأخيرة، أصبحت برامج الطبخ أعمالاً يُحسب لها ألف حساب، وتحوّل الشيف إلى نجم ترصد الكاميرات حركاته، ونقل أدواته وتقنياته إلى الخارج ليفتح شهية كل المشاهدين.