القاهرة | سبعة أيام مرّت على اندلاع «الثورة المصرية الثانية» وعودة الروح إلى ميدان التحرير. لكن نجوم القائمة السوداء لم يظهروا هذه المرة على الشاشات بعدما تعلّموا الدرس جيداً. الفنانون الذين هاجموا الثورة ودافعوا عن حسني مبارك على الفضائيات والقنوات العربية، اختفوا تماماً عن الصورة، ولم يدلوا بأي تصريح. إذ إنّهم ما زالوا متأثرين حتى اليوم بالمطبّ الذي وقعوا فيه، وبالمقاطعة التي واجهتهم بسبب مواقفهم، حتى أولئك الذين يدّعون أنّ نشاطاتهم الفنية لم تتأثر. هكذا اختفت عن الساحة غادة عبد الرازق، وطلعت زكريا، وعفاف شعيب، وحسن يوسف وغيرهم كثيرون.
حتى الملحّن عمرو مصطفى، الذي اشتهر بتحليلاته الغريبة عن الثورة، لم يمارس نشاطه كالمعتاد، بل اكتفى بدعم المجلس العسكري، وخصوصاً أنّ الموجة الثانية من الثورة اندلعت من دون موعد وبعد عنف ثابت ومؤكد ودامغ من الشرطة تجاه المعتصمين في الميدان منذ يوم السبت الماضي. كذلك، ساهم عدم قطع الاتصالات ونقل قنوات مصرية عديدة الأحداث على الهواء مباشرة في سدّ الثغر أمام نجوم القائمة السوداء، فلم يعد في إمكانهم أن يتهموا قناة «الجزيرة» مثلاً بالمبالغة. حتى إنّ معظم الإعلاميين المحسوبين على النظام السابق، تعلّموا الدرس وحاولوا تمثيل دور الحياد، وإن كان مؤشر الجمهور يعرف الفارق جيداً. وتبقى المفارقة أنّ تصريحات عفاف شعيب وحدها في الثورة الأولى هي من تذكّرها المعتصمون في الثورة الثانية. وكانت الممثلة المصرية قد اشتكت على الهواء من إغلاق محالّ البيتزا والكباب وعدم تمكن أطفال العائلة من تناول وجباتهم المفضلة، فطالبها المشاركون في الثورة الجديدة بشراء كميات كبيرة من البيتزا والكباب تحسباً لإغلاق المحال من جديد. وسط هذا، أشارت جريدة «التحرير» إلى أن نجوم لبنان تعلّموا أيضاً الدرس ولم يقفوا على الحياد. ونقلت تصريحات لكل من: إليسا، هيفا وهبي ورامي عياش يؤيدون فيها الشعب المصري في ثورته الثانية. مثلاً، كتبت إليسا على صفحتها على تويتر: «لكل المصريين، قلبي وعقلي معكم وأساندكم، أتمنى أن تستقر الأحوال قريباً، وستجد مصر السلام والازدهار مرة أخرى». ويأتي ذلك بعدما تعرّضت النجمة اللبنانية لهجوم ودعوات إلى منعها من دخول مصر بعدما صرّحت في وقت سابق بأنّ «ثورة 25 يناير» أفقدت مصر ثباتها وحكمتها. وتابعت إنّ «جموداً أصاب البلد ككل. هذا ليس في مصر فحسب، بل في كلّ الدول العربية التي تعيش الظروف ذاتها تقريباً». إلا أنّ صاحبة «أواخر الشتا» أعلنت دعمها للثورة السورية. أما هيفا، فقد كتبت على تويتر أيضاً أنّها «الآن في الدوحة، لكن مصر دائماً في قلبي وعقلي. إنّها بيتي، والله يحفظ شعبها».