دمشق | منذ انطلاق الثورة السورية، بدأت الشائعات تطاول الإعلاميين السوريين العاملين في الفضائيات العربية، خصوصاً تلك التي اتخذت موقفاً معادياً للنظام وأبرزها «الجزيرة»، و«العربية». ولعلّ إحدى أكثر المذيعات التي طاولتها هذه الشائعات كانت زينة يازجي. حالما اندلعت الأحداث في سوريا، خرجت أخبار تؤكّد أنها قدّمت استقالتها من «العربية». لكن المذيعة السورية أطلّت عبر قناة «الدنيا» لتنفي ذلك.
وبعد أسابيع قليلة، تحوّلت الشائعة إلى خبر يقين وغادرت يازجي المحطة السعودية («الأخبار» 13 أيار (مايو) 2011)، رغم أن إدارة التلفزيون عرضت عليها «العمل في الكواليس محررة للأخبار» كما يقول مصدر مقرّب منها لـ«الأخبار». لكن الشائعات عادت لتلاحق الإعلامية بسبب حضورها حفلة في مناسبة الذكرى العشرين لانطلاق مجموعة mbc. لكن هذه المرة يبدو الأمر نهائياً. لقد وقّعت يازجي اتفاقاً مع قناة «دبي» لتقديم برنامج سياسي منوّع. ويبدو أن المحطة الإماراتية قد رصدت للبرنامج ميزانية وإمكانيات ضخمة، على أن يعاون الإعلامية السورية فريق إعداد خاص بها من خارج الفضائية، إضافة إلى تعاونها مع مجموعة من الاختصاصيين النفسيين. ومن المتوقّع أن تبثّ أولى الحلقات مطلع العام الجديد، على أن يغوص البرنامج في ما أنتجته الثورات العربية من أحداث، وانعكاسات هذه التطورات على الجيل الجديد، وحقيقة التدخل الدولي في بعض الدول العربية. كما يطرح البرنامج أسئلة عما أنجزته هذه الثورات بالنسبة إلى الجيل الشاب، خصوصاً أن جزءاً كبيراً منه انخرط في حراك طارئ على الوطن العربي لم يسبق أن عاش مثيلاً
له.
إذاً، قررت المذيعة السورية تمديد إقامتها في دبي بعدما صنعت لنفسها فرصة للإطلالة على إحدى القنوات العربية الهامة. وبتعاقدها مع الفضائية الخليجية، تضع زينة يازجي حداً للشائعات التي لاحقتها منذ بداية الثورة السورية. كذلك، فإنها ستطلّ على الجمهور بصورة مختلفة بعدما اعتادها المشاهد العربي مذيعة أخبار.
من جانب آخر ورغم الترويج عن إمكان تعاقد «الإخبارية السورية» مع يازجي، إلا أن الخبر ظل مجرد شائعة. وبذلك تستمر القناة الرسمية بأدائها المتواضع، وتختبئ وراء عبارة البث التجريبي الذي يستمّر منذ أشهر طويلة، حتى كادت المحطة تحطّم الارقام القياسية في البث التجريبي. ورغم مرور نحو تسعة أشهر على الأزمة السورية، لا تزال القناة تغطي الأحداث بخجل شديد... وهنا يطرح السؤال نفسه عن سبب تغاضي الفضائية عن إعلامية محترفة مثل زينة يازجي؟