ليبيا | شرح البال عبد الهادي مخرج من جيل الشباب، استطاع خلال فترة قصيرة وضع بصمته المميزة في المشهد المسرحي الليبي. يعمل عبد الهادي على مسرحة الأدب، متّكئاً في الدرجة الأولى على الموروث الليبي، إلى جانب بريخت، وبيكيت، وشكسبير، وسعد الله ونوس... ويخوض الآن تجربة فريدة من خلال العمل على مسرحيّة «وجوه» المستوحاة من نصّ للقاص الليبي أحمد يوسف عقيلة. الطريف أن عبد الهادي يعمل عليها مع طاقمين، واحد ليبي، وآخر مصري، على مسرح «الهوسابير» الشهير في القاهرة، ثم في ليبيا بالتناوب: ليلة للعرض مع الممثلين المصريين، وليلة مع الممثلين الليبيين، أي ليلة باللهجة الليبية، وليلة باللهجة المصرية!
يحكي العرض عن عامل طلاء يطلي جداراً وهو يستمع إلى أغنية تتحدث عن اللعب. تعجبه فلسفة اللعب، فيتخيل وجوهاً تخرج من الجدار، ويبدأ البحث عن وجهٍ له بين الوجوه. يلتصق به وجه بائس، لكنّه يرفضه. تصرّ الوجوه على أن هذا هو وجهه الحقيقي. يعود حينها بالذاكرة إلى طفولة بائسة بعد طلاق الأهل، وتشرّده خارج المنزل باحثاً عن عمل ليلي. يتعرّض للتعذيب، ولمحاولة اغتصابه من قبل الأمن. تتوالى المآسي، ليصاب بالجنون. «العمل في مجمله ينتمي إلى الميلودراما، ويعتمد على ممثل واحد يقوم بتشخيص تسع شخصيات، إضافةً إلى ستة ممثلين يشاركون في التمثيل الحركي فقط» يقول عبد الهادي.
النسخة الليبية من العرض جاهزة بممثليها. أما النسخة المصرية فقد وصلت إلى مرحلة التمرينات النهائيّة. يتألف فريق «وجوه» المصري من الممثلين ناصر عبد الحفيظ، وأحمد العراقي، وأحمد عبد الوهاب، ومي زويد، وحنان طه، وهاني النقراشي. أما من ليبيا، فيشارك الممثلون عز الدين الدويلي، ومهند المجدوب، وعيسى سليمان، وأحمد سالم، وعماد اغفير، ويحيى محمد، وناصر أبو عجيلة.
فهل بات المسرح بعد الثورة أكثر حريّةً؟ «لو جرى عرض هذه المسرحية في طرابلس قبل الثورة، لأودت بي إلى المجهول. إحدى شخصياتها رجل استخبارات ليبي، معروف بسطوته على كل الإذاعات والإنتاج الفني الموسيقي» يقول المسرحي مضيفاً: «الآن بعد زوال العائق، سأقول انتظروا المسرح الليبي، فهو قادم وبقوة». أمّا عن تقديمه المسرحية برؤيتين ولهجتين، فيقول عبد الهادي إنّ المسرح في النهاية واحد وإن تعددت الألسن. وتركيزي هنا لم ينصبّ على الحوار، بل على الدراما الحركية والفرجة».