القاهرة | محمد فؤاد قرّر الاعتزال، وقال إنّه يفكّر في التوقّف عن الغناء. وكان المغني المحبوب قد غاب عن الأضواء منذ فترة، رغم النجاح النسبي لألبومه الأخير «بين إيديك». إلا أن سوق الغناء الحالية تحتاج حتماً إلى أكثر من ألبوم ناجح، بل يجب على الفنان أن يصوّر الفيديو كليبات، ويروّج لأعماله في حملات إعلانية ضخمة، وهو ما لم يفعله فؤاد في الفترة الأخيرة.
وكان تعاقد النجم المصري مع «روتانا» قد تزامن مع إصابته بمرض في المعدة، ما أدى إلى زيادة وزنه كثيراً، ومنعه من تصوير أغانيه. واكتفى كذلك بإصدار ألبوم واحد كل ثلاث سنوات تقريباً. أما على صعيد التمثيل، فإن مسلسله الوحيد «أغلى من حياتي» لم ينجح في زيادة أسهمه الجماهيرية. هكذا التحق صاحب «لو» بأسماء كبيرة من جيله ابتعدت عنها الأضواء، رغم أنها لن تعلن الاعتزال مثل هاني شاكر، ومحمد الحلو، وهشام عباس. فيما بقي محمد منير حالة فنية خاصة لا تطبّق عليها القواعد السابقة.
إلا أن مشاكل فؤاد لم ترتبط فقط بوزنه الزائد وفشل بعض أعماله الفنية، بل دخل بإرادته القائمة السوداء عندما ساند نظام حسني مبارك، لكن على طريقته الخاصة؛ إذ لم يروّج للأكاذيب كما فعل غيره من النجوم، بل اتصل باكياً بـ«التلفزيون المصري» وناشد الثوار مغادرة ميدان التحرير، متمنياً عليهم ألا يفعلوا في «الأب مبارك أكثر من ذلك»، وهو ما أعاد إلى الواجهة اتصال التحريض الذي أجراه من العاصمة السودانية خلال أزمة أم درمان الشهيرة بين المنتخبَين المصري والجزائري. ومع سقوط نظام مبارك، اشتبه البعض في أن هذا الاتصال كان يندرج ضمن خطة لتهييج الشعب المصري.
إذاً، مع سقوط النظام البائد، وجد فؤاد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فوجد حلاً لمشكلته، هو اجتماعه مع مجموعة من الشباب «لتوضيح موقفي من الثورة»، قال وقتها. لكن لا أحد علّق على هذه الخطوة، وبقي النجم المصري ضمن القائمة السوداء، لكنه لم ييأس، فأطلق أغنية «بشبه عليك» وأهداها إلى الشهداء. ورغم أنها تميزت بجودة فنية عالية واختلاف عن السائد وقتها، إلا أنها لم تصمد طويلاً في الذاكرة. وتدريجاً، انسحب فؤاد مرة أخرى إلى الساحات البعيدة عن الضوء كما كان يفعل قبل الثورة، حتى قرر أخيراً أن يطلق تصريحاً عن تفكيره في الاعتزال. لكن، سواء قرر هذا الفنان المصري الاعتزال حقاً أو العودة إلى الفنية، يبدو أن مكانه لم يعد محفوظاً؛ إذ إن أسماءً أخرى من المغنين بدأ يجد طريقه نحو الأضواء. أسماء قد تكون مغمورة حالياً، لكنها حتماً لم تقف يوماً في صف النظام.