لم نعد نسمع صوتها الحقيقي حين نسمعها، بل تلك الأصداء الطالعة من الوجدان الجماعي. كلّما مرّ الوقت الذي يفصلنا عن ذواتنا، تبدو فيروز حالة مجرّدة. طيفاً وأسطورة. صوتاً وذاكرة. نكاد ننسى دائماً أنّها امرأة مثلنا، مهما ابتعدت عن الحياة العامة. من هنا الدهشة التي تنتابنا كل مرّة، فمن النادر في حياتنا كبشر أن نقابل أطيافاً. من النادر أن نعانق سراب المرأة ـــ الصوت التي تجسّد ذاكرتنا الحيّة. إنّها حاملة الوعود، والأحلام، والـ«أمل» بعالم أفضل.
بالرخاء والاستقرار والطمأنينة والعدالة. بعودة الحب، والزمن الهارب، والأصدقاء الذين لا يبقى غيرهم في النهاية... فيروز كل ما تبقى لنا من الزمن السعيد، حين كان للأشياء مذاق، وللكلمات معنى، وللأوطان بُناة، وللمساكين شمس، وللأفكار مَن يؤمن بها، وللنساء من يستحقّهنّ، وللحريّة من يطلع من أجلها على المرّيخ.
كل اطلالة لفيروز تترافق مع لحظة سياسية خاصة. في أواخر 2006، وقفت بين المعتصمين في قلب بيروت، لتنتهر الحاكم الفاسد باسم «الأهالي الناطرين». في الخريف الماضي، بشّرت الشعوب العربيّة بالأمل على شفا البركان. والآن تطلّ بعد الانفجار الكبير، المهدّد بالاحتواء والتدجين. الليلة، لا شك في أن صوت «السيّدة» سيحمل بلسماً للشعب السوري الجريح. فيروز، أما زال هناك من أمل؟
12 تعليق
التعليقات
-
بالصراحة نحن محظوظين بأننابالصراحة نحن محظوظين بأننا خلقنا في زمن فيروز وهذا يكفي لا نريد اكثر.هي الهواء الذي نتنفسه والغذاء الروحي والامل ايه في أمل هي الكبرياء الصامت والرائع هي الكرامة (المفقودة) في اوطاننا بالصراحة هي كل ما هو مفقود.
-
"ياقمر على دارتنا "فيروز إجت من الحلم وباعت الناس تذاكر كذب مع أنو بتعرف مافيه محطة!!بس عملت بصوتها الساحر المحطة و الترين بدل مايبقى ضايع بهالسهل وقالت للناطر أنو رح يوصل على بيتو ومابيبقى ناطر ,وصدقناها واشترينا تذاكر كذب بس يبدو إذا كان الناس قدرها الغربة هيي شو ذنبها فعلا !! بحفلاتها في بيروت ودمشق اشترينا تذاكر هالمرة"حقيقية "ومش كذب وركبنا معها الترين عدة مرات واتمنينا كتير أنو هالترين مايوقف نهائيا ويضل ماشي فينا بصوتها لآخر العمر . للاسف هالسنة ماقدرنا ,جرح الوطن كان أكبر من أن تستطيع فيروز أن تسرقنا منه ولو لمدة حفلة تتسع في ذاكرتنا لتطال حدود الزمان . فيروز عذرا بتسكت الكلمة لما بينحكى عنها بس الحب مابيخلص ولا القلب بيتسكر , بالعكس بيصير مفتوح عالمدى . شكرا فيروز........
-
غابت ليلتها عن جمهورها/إرسال ثان عسى لا يُهمللا..ليس حديثا في أيقونة الصوت والإحساس. إنّها رجعة لهذه الليلة ذاتها والساعة ذاتها: 9 كانون الأوّل من العام الماضي. كان مقاله قد أخذ مكانه في الطبعة الإلكترونيّة "القراصنة الأحرار" تعليقا على الفتيان الإلكترونيّين الّذين هبّوا للتنغيص على من حاصروا أسانج إثر ويكيليكسه. تكلّم خالد صاغية ليلتها عن مبادرين بلا أيدولوجيا قرّروا التحرّك ضدّ "الإمبراطوريّة". لم يطلع الفجر إلّا وكان قراصنة من هوى آخر يخطفون "الأخبار"! كانت هي الأخرى شريكة في الكشف .. شريكة في مواجهة "الإمبراطوريّة" ووكلاء الإمبراطوريّة. كانت .. وما زالت. ثمانية أيّام مرّت على اختطافها، وكان أهلها يستعيدونها خطوة خطوة، وإذ بالبوعزيزي يتألّق مشتعلا، فتشتعل حالة لم تتمثّل بعدُ كيانها النهائيّ، ففعل النار لا يزال ساريا بين تطهير وتدمير! هل يمكن ألّا نوافق على "محكومون بالأمل"؟! قلتَ لنا مرّة بيار مقتبسا من اقتباس مروان عازار: نحن هنا كي لا نسقط معا مثل مدينة محاصرة. شكرا لأنّكم هنا.. شكرا لأنّكم اخترعتم الشبابيك الجديدة الّتي قد تحرّر بعض الصوت. وإلى مزيد من الاشتباك
-
كلام جميلجميلة مناجاة بيار لفيروز. لكن في زمن تتساقط فيه الاصنام الواحد تلو الاخر, نجد من يبني طوطما من الصدى, متناسيا ان السمع يخف مع الزمن.
-
فيروز ... قيثارة السماء! فيروز هي إحدى الدرر النادرة في الزمن الجميل الذي انقضى، أدخلتنا هذه السيدة في عوالم سحرية بديعة تضَج بالألوان والفرح. غنت بصوتها الملائكي للحبيب وللوطن والتراب والشجر و الزهر والطير والثلج فوق هامات جبالنا، حملت أوجاعنا وعذاباتنا ووعدتنا مرات ومرات... بأننا "سنعود يوماً" إلى بلادنا و ذواتنا ونزيل غمامة الجور والظلم عن ديارنا ومقدساتنا، فيروز ... تعجز الكلمات عن التعبير، أعذريني، دعيني أقول لك أنك بحق قيثارة السماء.
-
سلامة قلبكفي كل مرة يعلن بها عن حفل لآلهة الأمل ولا أستطيع حضوره كالعادة,ينتابني شعور خاص فهو خليط من الفرح والحزن و الغيرة والحسد. وبعد كل إطلالة أقول أكيد المرة القادمة بالشام. ولكن يبدو أن هذا سيطول, فالشام راحت عال؟؟ والعيد بعيد. لذا ريثما تعود سأجهز نفسي لهذه الليلة,سأرتدي الفستان ..الأحمر نعم الأحمر. تعبنا من الأسود تعبنا من البكاء الذي يغلف حناجرنا منذ زمن بعيد. المهم ..سأضع مكياج فاقع و سأنتعل حذاء بكعب 12سم, وعند التاسعة سأصعد إلى..إلى سطح بيتنا. وسأشاهد الوجوه المتلهفة للقاء,وسأرى بيار بأناقته المعتادة..ياااه. وسأسمع صوتها (أكيد رح اسمعوا لأنو صوت الليل بودي) و سأنتظرها.
-
رسولة الأملكلماتك تصيب القلب مباشرة بيار، وجل ما أتمناه أن لا نحرم أجيالنا القادمة من نعمة صوت فيروز بعدم حفاظنا على لغتنا، هل يكفي أن يكون صوت فيروز سببا للحفاظ على اللغة العربية؟ سؤال أتركه للقراء؟ وهل تتخيلون جيلا بأكملة لا يسمع فيروز؟...
-
غابت ليلتها عن جمهورهالا..ليس حديثا في أيقونة الصوت والإحساس. إنّها رجعة لهذه الليلة ذاتها والساعة ذاتها: 9 كانون الأوّل من العام الماضي. كان مقاله قد أخذ مكانه في الطبعة الإلكترونيّة -"القراصنة الأحرار"- تعليقا على الفتيان الإلكترونيّين الّذين هبّوا للتنغيص على من حاصروا أسانج إثر ويكيليكسه. تكلّم خالد صاغية ليلتها عن مبادرين بلا أيدولوجيا قرّروا التحرّك ضدّ "الإمبراطوريّة". لم يطلع الفجر إلّا وكان قراصنة من هوى آخر يخطفون "الأخبار"! كانت هي الأخرى شريكة في الكشف .. شريكة في مواجهة "الإمبراطوريّة" ووكلاء الإمبراطوريّة. كانت .. وما زالت. ثمانية أيّام مرّت على اختطافها، وكان أهلها يستعيدونها خطوة خطوة، وإذ بالبوعزيزي يتألّق مشتعلا، فتشتعل حالة لم تتمثّل بعدُ كيانها النهائيّ، ففعل النار لا يزال ساريا بين تطهير وتدمير! هل يمكن ألّا نوافق على "محكومون بالأمل"؟! قلتَ لنا مرّة بيار مقتبسا من اقتباس مروان عازار: نحن هنا كي لا نسقط معا مثل مدينة محاصرة. شكرا لأنّكم هنا.. شكرا لأنّكم اخترعتم الشبابيك الجديدة الّتي قد تحرّر بعض الصوت. وإلى مزيد من الاشتباك!