مئة عام على ولادة «عميد الرواية العربية». بالتأكيد، لا تليق الاحتفاليات بأهمية الحدث. الاحتفاليات بسيطة، لا تناقش أفكار الرجل التي لا تزال راهنة ومدهشة. قد يتهم بعضهم الثورة بأنها سبب هذا الارتباك. لكن بالتأكيد، فنجيب محفوظ نفسه في العالم الآخر قد لا يعنيه أن يسمع أخباراً عن الاحتفال به بقدر ما تعنيه «الثورة» التي بشّر بها في الكثير من أعماله. كان مقرراً أن يشهد يوم ولادة محفوظ غداً افتتاح متحف في أحد بيوت القاهرة التاريخية. لكنّ ذلك لم يحصل، كما أعلن أن يكون اليوم بداية لمؤتمر كبير للرواية العربية. ويبدو أيضاً أنّ ارتباكات المشهد السياسي حالت دون ذلك... أول الاحتفالات تقيمها الجامعة الأميركية في الخامسة من مساء غد الأحد. ستعلن اسم الفائزة بالجائزة التي تحمل اسم محفوظ.
جائزة هذا العام استثنائية، لن تمنح لروائي كالعادة، بل إلى «الشعب المصري» تقديراً لثورته.
وسيُتبرَّع بقيمة الجائزة لصندوق مصابي الثورة. لن تكون هناك منصة، بالطبع ليصعد الشعب الفائز لتسلم الجائزة، ولن يترجم عمل فائز وإن كانت الجامعة قد تعلن ترجمة بعض الأعمال التي تناولت الثورة. سيشهد الاحتفال جلسة نقاش بعنوان «نجيب محفوظ وأدب الثورة» يشارك فيها: عماد أبو غاز، وإبراهيم عبد المجيد، وأهداف سويف، ومحمود الورداني، وسامية محرز... وتقدّم جوقة الأوبرا عدداً من أغنيات أفلام نجيب محفوظ، إضافة إلى معرض يتضمن أكثر من 45 كتاباً لصاحب «نوبل». مكتبة الإسكندرية ستقيم احتفالاً بعنوان «إعادة اكتشاف نجيب محفوظ» ينطلق غداً ويستمر حتى نهاية الشهر. الاحتفالية تتضمن معرضاً لصور محفوظ تمثّل مراحل حياته، والأفيشات الأصلية للأفلام التي كتب لها السيناريو. أأما «ائتلاف الثقافة المستقلة»، فيقيم احتفالية «مئة كاتب وروائي في مئوية نجيب محفوظ» تنطلق غداً في «السحيمي التاريخي» في القاهرة، وتتضمن وقفة بالورود والشموع أمام المنزل الذي ولد فيه محفوظ بمشاركة زوجته وابنتيه، تعقبها مسيرة كرنفالية في شارع المعز لدين الله الفاطمي في قلب القاهرة التاريخية. ويقوم 30 كاتباً بإلقاء أجزاء من أعمالهم. وقد دعا الائتلاف إلى أن يكون يوم ولادة محفوظ يوماً للسرد المصري والعربي. وستقام احتفالية موازية في الإسكندرية والأقصر. هناك، سيقرأ بعض الكتاب مقاطع من أعمالهم في التوقيت ذاته ليصل عدد المشاركين إلى 100 روائي.