بغض النظر عن الترحيب النقدي الكبير الذي حظي به «أُعلنت الحرب» إثر افتتاحه تظاهرة «أسبوع النقاد» في «مهرجان كان» الأخير، يوازن شريط الفرنسية فاليري دونزيلي بين رؤية المخرجة السردية وتقنية الفيلم التي تصب في مصلحة جماليات السينما ذاتها. كتبت دونزيلي الفيلم مع زوجها السابق جيريمي الكايم بناءً على قصتهما الحقيقية ومعاناتهما مع ابنهما الذي يعاني ورماً دماغياً.
في الفيلم الذي يعرض حالياً في «متروبوليس أمبير صوفيل»، نشاهد قصة حبّ تصطدم بمصاعب الحياة. والرهان يكمن في تخطي الشريط قصةً تقليدية مماثلة ليقدمها إلى السينما بنحو لا يقع في التكرار والتسطيح.
«أعلنت الحرب» الذي نال جوائز عدة، ينتمي إلى فئة الدراما الرومانسية. روميو وجولييت يؤدي دوريهما كل من دونزيلي والكايم، يتعارفان ويتطوّر الحبّ بينهما ويثمر آدم (يؤدي دوره غابرييل الكايم). لكنّ العمل سرعان ما ينحو في اتجاه آخر بعد البداية الرومانسية. يبدأ آدم بالتقيؤ، ويعرض بعدها على الأطباء الذين يجرون له الفحوص اللازمة، لتتبين إصابته بورم دماغي. هنا، يتخذ التسارع إيقاعاً آخر، نحو القرارات والتضحيات التي يتخذها الزوجان لإنقاذ طفلهما، فيتخليان عن أسلوب حياتهما السابق ليعيشا تنقلاً دائماً وقلقاً بحثاً عن علاج لطفلهما.
ما يميز الشريط هو إيقاعه السريع، وخصوصاً اعتماده على نماذج موسيقية متنوعة تصاحب الشخصيتين الرئيسيتين في رحلتهما القاسية. وكما كانت التجربة مضطربة لكل من دونزيلي وزوجها، جاء الإيقاع السريع ليحاكي تلك التجربة، مشكلاً للمشاهد تنقلاً دائماً بين الأماكن والعواطف. رغم التقدير النقدي العام الذي لقيه الشريط، إلا أن بعض الانتقادات طاولت إيقاعه السريع الذي ترافق مع عرض موسيقي متعدّد الأنواع وصور ملونة على حساب الجذب العاطفي. قد يبدو هذا أكثر وضوحاً متى قارنّا العمل بشريط يعتمد إيقاعاً أكثر هدوءاً وتأملاً مثل شريط الإخوة داردين «الطفل» (2005). واللافت هو ابتعاد المخرجة عن الأسلوب الواقعي، رغم أنّ القصة حقيقيّة وشخصية، لتضع المشاهد بين التوثيق والخيال، وهو ما تراهن عليه.



«أُعلنت الحرب»: حالياً في «متروبوليس أمبير صوفيل»