دبي | في دورته الثامنة، يبدو واضحاً أن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» وصل إلى سن الرشد، ولم يعد يعتمد فقط على النجوم العالميين، إذ كان يمكن منظمي هذه التظاهرة السينمائية، أن يكتفوا بفيلم الافتتاح «مهمة مستحيلة ـــــ بروتوكول الشبح»، الذي عُرض دولياً للمرة الأولى في المهرجان، بحضور بطله توم كروز وباقي فريق العمل، وتحت إشراف مباشر من «شركة باراماونت» المنتجة للعمل.
لكنّ المهرجان الذي هوجم بشدة عند انطلاقه، وخصوصاً من جانب إدارة «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، نجح في إثبات أنه الأفضل مقارنةً بباقي المهرجانات العربية. والسبب ليس فقط قدرته على دفع مبالغ كبيرة مقابل حضور نجوم عالميين، بل لأن ثمار الدورات السابقة بدأت تظهر بالفعل في الدورة الحالية. هكذا تحوّل هذا الحدث الفني إلى قبلة لعدد كبير من السينمائيين العرب. وقد تابع الحاضرون مجموعة من أبرز الأفلام العالمية والعربية، منها «نصف ثورة» للمخرجين عمر شرقاوي وكريم الحكيم. ويرى بعض النقاد أن الشريط قد يكون أفضل فيلم وثائقي صوّر عن الثورة المصرية، بسبب مشاركة صنّاعه في الثورة ـــــ قبل تنحي حسني مبارك ـــــ والتقاطهم صوراً نادرة لم تتكرر في التغطيات الإخبارية، وفيما منع الفيلم اللبناني «بيروت بالليل» لدانيال عربيد من العرض في بيروت، فقد حصل على فرصة العرض الأول في مهرجان دبي، وسط إقبال كبير. أما الفيلم المصري «واحد صحيح»، فتفاوتت ردود الفعل حوله، رغم أن مشاركته في «مسابقة المهر العربي للأفلام الطويلة» وحضور نجومه هاني سلامة، وكندة علوش، وبسمة، فتحا الباب أمام عودة السينما المصرية إلى المهرجانات العربية بأفلام جديدة، بدلاً من سلسلة الأفلام التي أنتجت العام الماضي.
ومن خلال «ملتقى دبي السينمائي»، الذي يقام على هامش المهرجان، حصل خمسة منتجين عرب على فرصة المشاركة في سوق «مهرجان كان» في دورته المقبلة. ومن بين هؤلاء المنتجة الأردنية رولى ناصر، من خلال مشروع فيلم «انشاالله استفدت» للمخرج محمود المساد، والمنتج المصري محمد سمير بمشروع فيلم «فتاة المصنع» للمخرج المخضرم محمد خان. كما فاز مشروع الفيلم اللبناني «العودة للغابة» للمخرج وسام شرف بمنحة «شركة فيلم كلينك» المصرية، وقدرها 10 آلاف دولار.
من جهة أخرى، وعلى مستوى الأرقام، شهدت الدورة الثامنة عرضاً عالمياً أول لـ46 فيلماً من كل أنحاء العالم، بحضور حوالى ثلاثة آلاف ضيف، وبدعم من 60 راعياً عربياً ودولياً. وهو رقم قياسي مقارنة بباقي المهرجانات العربية. أما أبرز الضيوف، فكانوا إلى جانب توم كروز، أوين ويلسون، والهندي شاه روخان، إضافة إلى المكرمين من الفنانين العرب، وفي مقدّمتهم جميل راتب (الصورة مع لبلبة).