ثمانية أشهر تفصلنا عن رمضان. لم يبدأ تصوير غالبية الأعمال الدراميّة، غير أنّ المشهد الدرامي اللبناني يبشّر بأنه سيكون حافلاً. وإذا كانت الوجبة اللبنانيّة قد وصلت إلى أربعة أعمال في الموسم الماضي، فإن شركات الإنتاج تعد بأكثر من هذا العدد للموسم المقبل. وسيكون لشركة «سيدرز آرت بروداكشن» (صادق الصبّاح)، نصيب في هذا الإنتاج بمسلسل «زي الورد»، ثم «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني» الذي سيقدّم «الغالبون 2»، ويدرس عملاً آخر تعود أحداثه الاجتماعيّة إلى الخمسينيات.
ولعل الشركة اللبنانيّة الأنشط التي تدرس خطواتها بسرعة مدروسة هي «مروى غروب» (مروان حداد) التي تخطّط لدخول الموسم بأربعة أعمال. وستعرض lbc اثنين منها هما «أحمد وكريستينا» (يوسف الخال وسيرين عبد النور)، والمسلسل الثاني هو وليد اللحظة التي قدّم فيها كارلوس عازار وماغي بو غصن أغنية «اعتزلت الغرام» في «ديو المشاهير». وهناك مسلسلان على mtv أحدهما لنادين الراسي، وآخر لم تتضح ملامحه.
وإذا صدقت التوقّعات، فالمشاهد سيكون على موعد مع سبعة مسلسلات لبنانية، وحصّة الأسد منها يأخذها المنتج مروان حداد (مروى غروب) الذي يأمل أن «تساعدنا الظروف الإقليميّة».
هكذا، تنطبق على الدراما اللبنانيّة اليوم مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد»، فهل تستفيد من الأحداث التي تعرقل الإنتاج المصري والسوري؟ يعلّق حدّاد بأن «الأحداث المتسارعة تجعلنا عاجزين عن استشراف المستقبل، ولا أعرف وضع الفضائيّات العربيّة لرمضان، إنما أجزم بالتعاقد مع المحطات اللبنانيّة التي تريد تخصيص مساحة أكبر للإنتاج اللبناني».
وكما بات معلوماً، ستحضر نادين الراسي للمرة الأولى في رمضان عبر mtv، إذ تقرأ حاليّاً أكثر من سيناريو يبدأ تصوير أحدها في الأسابيع المقبلة. ورغم أنها اتفقت مع كلوديا مرشليان على أن تكتب لها مسلسلاً رمضانيّاً، يبدو أن العمل سيتأجّل، علماًَ أنّه يحمل عنوان «حب مجنون» ويجمع الراسي، بيوسف الخال وجورج شلهوب. وفي ظل المنافسة بين mtv وlbc، قد تلجأ الأولى إلى التعاقد مع حدّاد على عمل آخر.
هكذا، اقتنص حدّاد لحظة نجاح «ديو المشاهير» وتعاقد مع كارلوس عازار وماغي بو غصن. ويوضح: «عندما سمعتهما يؤديان «اعتزلت الغرام» لماجدة الرومي، قرّرت أن أنتج لهما دراما مشتركة، فاتصلت بكلوديا مرشليان، وطلبت منها أن تكتب عملاً عن قصّة تجمع بين مطربة ثرية ومطرب صاعد». وإذا كانت الفكرة تأخذنا للوهلة الأولى إلى فيلم «معبودة الجماهير» وبطليه عبد الحليم حافظ وشادية، فإن حدّاد يراهن على «طريقة معالجة مختلفة مع أغنيات جميلة سيلحّنها طارق أبو جودة الذي بجسّد دوراً شبيهاً بشخصيّته في الحياة، وأسعى للتواصل مع الفنان الإماراتي عبد الله بالخير ليكون ضيفاً على العمل الذي يخرجه سيف الدين السبيعي».
وتعدّ كلوديا مرشليان المنقذ الأوّل لمروان حدّاد والمنفذ الوحيد لأفكاره. لكن في زحمة النصوص التي تكتبها، هل يفكّر حداد في امتهان الكتابة بنفسه؟ هنا يتذكر عملاً كتبه منذ 15 سنة يتناول الفترة منذ عام 1975 على خلفية الحرب اللبنانيّة، يقول: «لكن انهماكي بالإنتاج منعني من إكماله». وعن نيته التعامل مع شكري فاخوري الذي يحفظ في أدراجه فكرة مسلسل «عيلة فرح»، يعلّق: «لا أدري إذا كان فاخوري جاهزاً لتكرار تجربة المسلسلات الطويلة».
وهنا، ينتقد حداد اختصار الحلقات بطريقة سيئة في حالة مسلسلي «ذكرى» و«تقريباً قصّة حب» بشكل شوّه عرضهما. لكنه يؤكد «رضى lbc عنهما، وخصوصاً «ذكرى». لذا طلبت منّي تنفيذ عمل جديد يجمع ريتا برصونا وبيتر سمعان». قبل هذا العمل، يعقد حداد اجتماعاً مع المخرج سمير حبشي وأبطال مسلسل «أحمد وكريستينا» الثلاثة سيرين عبد النور ويوسف الخال وباميلا الكك للاتفاق على تفاصيله.
ويطرح العمل فكرة العيش المشترك بين الطوائف، وتدور أحداثه في قرية لبنانية عام 1968 حول قصّة حب بين مسلم ومسيحيّة تواجهها الصعاب. وقبل تنفيذ العمل، يبدأ المخرج فيليب أسمر تصوير «أول مرة» من سلسلة «للكبار فقط» مع بيتر سمعان وداليدا خليل ونغم أبو شديد. أما عن مسلسل «ولاد كبار» فتأجل إلى الصيف المقبل. ومع انطلاق التحضيرات، هل نشهد موسماً لبنانيّاً دسماً على الفضائيّات العربيّة؟