القاهرة | تعدّ الاحتجاجات الصحافية التي تضرب «الأهرام» سابقةً في تاريخ هذه المؤسسة التي يناهز عمرها عمر الصحافة المصرية (تأسست عام 1875 على يد سليم وبشارة تقلا). للمرة الأولى منذ عشرات السنين، يدخل صحافيون تابعون للمؤسسة البيروقراطية في إضراب عن الطعام احتجاجاً على انتهاكات مهنية تخالف ميثاق الشرف المهني وروح «ثورة 25 يناير»، واعتراضاً على تدخّل المجلس العسكري والحكومة في مجاملة أسماء مقرّبة من المجلس وتعيينها في رئاسة تحرير إصدارات الصحف القومية كما كان الوضع أيام مبارك.
عشرات الصحافيين أضربوا أخيراً عن الطعام في مجلة «نصف الدنيا» التابعة لـ«الأهرام» اعتراضاً على تعيين أمل فوزي رئيسة تحرير لها، علماً أنّ فوزي ليست سوى زوجة وزير الإعلام السابق أسامة هيكل «الذي ضلّل الشعب وحرض على قتل الثوار»، إضافة إلى مجلة «الأهرام العربي» التي يعتصم فيها الصحافيون ومن بينهم حمدي الجمل الذي أضرب عن الطعام احتجاجاً على «عدم إشراكنا في اختيار رؤساء التحرير، أو حتى انتخابهم. وكان هذا مطلبنا بعد الثورة. إلا أنّ المجلس العسكري يتعامل مع الصحف القومية على أننا جنود في كتيبة». الجمل وزملاؤه الذين انتقدوا منذ فترة اختيار عبد الفتاح الجبالي ــ المقرّب من أحمد عز، أمين السياسات في الحزب المنحل ــ لرئاسة مجلس إدارة «الأهرام»، يحذرون المجلس العسكري من تصعيد أوسع، إذا لم يتراجع عن «قرار تعيين محمد عبد الهادي وأمل فوزي. ويقول هؤلاء: «لا مشكلة لدينا مع الشخصيتين. لدينا مشكلة مع تدخل الحكومة والعسكر في شؤون الصحافة بعد الثورة».
مجلس نقابة الصحافيين أعلن اعتراضه على القرارات التي أصدرها نائب رئيس الوزراء السابق علي السلمي ووافق عليها المجلس العسكري بتعيين عدد من الصحافيين رؤساء للتحرير في إصدارات مؤسسة «الأهرام». وأضاف أنّ «القرار صدر من الدكتور السلمي، في الوقت الذي كان قد تقرر رحيله عن منصبه، مما يثير الشكوك والريبة ، مع التأكيد على تقدير المجلس الكامل لكل الزملاء الذين تم تعيينهم».
الأمين العام للنقابة الحالي كارم محمود قال إنّه «مع تقديرنا لمهنية الزملاء المختارين، إلا أن الطريقة التي تم بها اختيارهم أثارت العديد من علامات الاستفهام خصوصاً أنها جاءت في ما يسمى بفترة الريبة، أي قبل ساعات من مغادرة علي السلمي منصبه».
يدفع هذا الأمر محمود إلى القول إنّ المجلس العسكري صدق على هذا الاختيار، في توقيت لم يكن مطروحاً فيه على الاطلاق إجراء تغييرات في قيادات المؤسسات الصحافية القومية. ما يعزز «وجهة نظر الصحافيين المعترضين على القرار بوصفه مجحفاً في حقّ آخرين أقدم». وكانت النقابة قد طلبت من رئيس الوزراء كمال الجنزوري، والمجلس العسكري إعادة النظر في القرار لغاية إقرار آلية جديدة تشارك في وضعها نقابة الصحافيين بغية تحديد معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية «وإلا فالتصعيد الشديد» يختتم كارم محمود كلامه لـ«الأخبار».