الرباط | لم تقف الأمور عند حدود الانتقاد بل تعدته إلى التهديد بالقتل أو التحريض عليه عبر الانترنت. إنه جزء مما يدفعه الفنانون المغاربة مقابل جرأتهم وتخطّيهم للمحظورات في مجتمعاتهم. وإذا كانت الممثلة المغربية لطيفة أحرار ما زالت تواجه حملةً شرسةً قادتها الأحزاب الإسلامية بسبب مسرحيتها «كفر ناعوم... أوتو ـــــ صراط» (الأخبار ــ ٢٢ ك1/ ديسمبر ٢٠١٠)، ها هي تتعرّض لحملة جديدة. لقد أثارت صورتها بالقفطان المغربي ضمن فعاليات «المهرجان الدولي للفيلم في مراكش» جدلاً كبيراً. واعتبر مهاجموها أنّ صورتها تستفز مشاعر المغاربة بعدما رفعت لطيفة تلابيب قفطانها لتظهر رجلاها أثناء التقاط المصوّرين صورة لها على السجادة الحمراء. وتطوّر النقاش إلى ما يشبه قضية رأي عام وأصبحت لطيفة في أعين من يدّعون الدفاع عن قيم المجتمع المغربي «العدو رقم واحد»، إذ راحوا يتّهمونها بنشر الانحلال في المجتمع! وانبرت الصحف الاسلامية إلى تصفية حساباتها مع أحرار. هكذا، نشرت جريدة «التجديد» (لسان حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي) آراء تستنكر «فعلة» أحرار.
وكتب القيادي في الحزب عبد الله البقالي القيادي: «هل تحتاج فناناتنا اللواتي تسابقن في العري الرخيص، إلى من يذكّرهن بأنّ ما أقدمن عليه استفزاز صريح لقيم شعب محافظ يرفض أن تغزوه قيم رخيصة جداً؟». هذا التحريض والتعبئة أديا يوم الثلاثاء إلى ظهور صفحة «قتل لطيفة أحرار يعني إنقاذ شعب» على فايسبوك التي دعت إلى قتل الفنانة قبل أن تلغيها إدارة الفايسبوك التي تلقّت آلاف الرسائل المحذّرة من مضمون الصفحة الخطير.
وانطلقت حملة تضامن واسعة مع أحرار عبر صفحات الموقع، وتعالت الأصوات المنددة والرافضة للعنف. وقال الشاعر المغربي محمد العناز: «أعلن تضامني مع الصديقة المبدعة لطيفة أحرار» فيما صرّح الزميل والشاعر ياسين عدنان لـ«الأخبار»: «ما حصل يدعو إلى التساؤل: هل هو عبث عابث؟ أم استفزاز جبان؟ أم جريمة إلكترونية؟ كيف نصنّف هذا العمل الشنيع؟ ثم ما العمل إزاءه. ومَن يقف وراءه؟ مع ذلك، فالمغاربة أكثر نبلاً وسمواً مما يحاول إيهامنا به خفافيش الانترنت».
وحين اتصلنا بلطيفة للوقوف عند رأيها في الموضوع، أحالتنا إلى ما كتبته على صفحتها على فايسبوك «سماء ضميري صافية». ثلاث كلمات ردّت فيها على المجلدات المدبجة بالحقد والظلامية. وتركت الفنانة للعالم أن يحكم على عروضها المسرحية وعلى قفطانها المغربي الأصيل، ولنتغنَّ كما غنى الحسين السلاوي يوماً «قفطانك محلول يا للا» ولا عزاء لمن يريدون حجب النور!