القاهرة | «المتهم علاء عبد الفتاح.. إخلاء سبيل» بهذه العبارة أعلن أول من أمس القاضي المنتدب من وزارة العدل للتحقيق في أحداث ماسبيرو، إطلاق سراح المدوّن والناشط المصري الشهير. وهذا الأخير هو أوّل مدني يرفض المثول أمام القضاء العسكري، ويمتنع عن الإجابة على تساؤلات المحققين العسكريين، مطالباً بالوقوف أمام قاضيه الطبيعي. إذاً بعد ما يقارب شهرَين على توقيفه (30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي)، أطلق سراح علاء عبد الفتاح بعد اتهامه بأكثر من قضية، بينها «الاستيلاء على سلاح مجند شرطة عسكرية»، و«القيام بأعمال شغب»، و«محاولة اقتحام مبنى ماسبيرو»، و«الاعتداء على أفراد من قوات الأمن بالضرب». وكانت مجموعة كبيرة من المنظمات الحقوقية قد طالبت في الشهرَين الماضيَين بالإفراج عنه، وبطلان التحقيق معه من خلال القضاء العسكري، وإحالته إلى النيابة العامة التي اتخذت قرارها بإخلاء سبيله هو و28 آخرين من المتهمين، ومنعهم من السفر خارج البلاد لحين انتهاء التحقيقات والحكم في القضية.

وفور انتهاء إجراءات الإفراج عن علاء، توجه مباشرة إلى ميدان التحرير مع طفله خالد، ومحاطاً بعشرات الناشطين الذين كانوا يهتفون «يسقط يسقط حكم العسكر». وطالب هؤلاء بنقل السلطة إلى مدنيين. وقال علاء لعدد كبير من وسائل الإعلام انتظرته أمام مبنى مديرية الأمن «ستكتمل فرحتي عندما يُحاكم العسكر على جرائمهم، لدينا شهداء سقطوا برصاص الجيش ولا بد من ان ينالوا قصاصهم». وأضاف «أكثر ما ضايقني في السجن أنه أبعدني عن ميدان التحرير»، مشدداً على أنه لا بد من أن تستمرّ الثورة حتى قيام دولة العدل والحق «تلك التي لا تلقي بالمظلومين داخل السجون، وتحمي الفقراء وتعمل على تحسين أوضاعهم». أما أكثر ما أفرح علاء فكان «الإفراج عن كل المتهمين على ذمة القضية» مرجعاً الفضل في الإفراج عنه إلى «شهداء أحداث مجلس الوزراء الأخيرة». وهو ما وافقته عليه زوجته المدوِّنة منال حسن «الحركة الثورية وميدان التحرير هما صاحبا الفضل فى خروج علاء».
ومع صدور هذا القرار، استبشر عدد من الحقوقيين خيراً مؤكدين أنّ هذه الخطوة كانت نتيجة لمطالبات المنظمات الحقوقية وعدد من القوى السياسية التي اعلنت تضامنها معه منذ اليوم الاول للقبض عليه. وأضافوا أن الإفراج عن عبد الفتاح كان «أمراً ضرورياً، بعد حالة التضامن معه التي لم يسبق لها مثيل».
بدورهم، رحّب الناشطون على الإنترنت بقرار الإفراج عن علاء، وكتبوا له على صفحاتهم الشخصية «مبروك يا أبو خالد». من جهته، كان خالد علاء ابن الـ20 يوماً فقط هو الآخر ينتظر والده أمام باب السجن، ليكون اللقاء الأول بينهما، فاحتضنه علاء، وقبّل جبينه، قبل أن يهمس في أذنه «يسقط يسقط حكم العسكر».