تودّع الثقافة العربيّة عاماً مرّ ثقيلاً بغياباته. في لبنان، وضع وليد غلميّة عصاه جانباً، تاركاً الكونسرفاتوار الوطني اللبناني يتخبّط في شؤون الخلافة والمحاصصات، كما غادرنا المؤرّخ كمال الصليبي، تاركاً وراءه إرثاً أكاديمياً ضخماً، والشاعر فؤاد رفقة، والموسيقي بوغوص جيلاليان. فلسطين من جهتها، عاشت عاماً أسود في الشعر والمسرح، مع رحيل الشاعر طه محمد علي، واغتيال المسرحي جوليانو مير خميس، ومأساة انتحار «الحكواتي» فرانسوا أبو سالم.
السينمائي السوري عمر أميرلاي رحل قبل أن يشهد الربيع، فيما ودّعنا الروائي المصري خيري شلبي، والرسام أحمد حجازي بعد سقوط نظام مبارك. العراق خسر المسرحي والصحافي هادي المهدي في جريمة اغتيال هزّت المثقفين في بغداد، كما ودّع العراقيون النحات محمد غني حكمت، والشاعر محمود عبد الوهاب. أمّا العالم، فقد ودّع التشكيلي البريطاني المشاكس لوسيان فرويد، ومواطنه السينمائي كن راسل. وغادرت الفضاء الفركوفوني الشاعرة والروائية اللبنانية الأصل أندريه شديد. وختم العام وداعاته برحيل الديفا الحافية سيزاريا إيفورا صاحبة «سوداد».