التغيير لا يأتي دفعة واحدة، بل هو نتيجة سيرورة وتراكم وتضحيات، نقاشات واختلافات، بنى ونصوص. لكن الرحلة بدأت. كل العثرات المنثورة على الطريق، كل الفخاخ والألغام ومخاطر العودة إلى الوراء، لن تغيّر شيئاً. ربّما كان الأصحّ اعتبار 2011 عام الأمل الذي أصبحت معه أشياء كثيرة ممكنة، لم نكن نجرؤ على مجرّد تخيّلها قبل سنة. الأمل، رغماً عن الفلول والعسكر، والقبائل والطوائف، والانتهازيين الجدد وتجار الهيكل، والمجموعات الماضويّة التي تريد أن تدير شؤون الحاضرة بنواميس من زمن آخر، بمباركة الاستعمار الجديد، وبدعم من أكثريّات موقتة هدّها القهر الطويل. عام 2011 هو أيضاً عام موت المثقّف القديم، ذلك الذي غافلته الثورة، وما زال متردداً قلقاً على امتيازاته. هنا يتساوى المدافع عن الأوضاع القائمة، مع المهرّج «الثوري» الذي ارتضى أن يكون دمية بيد قوى استعماريّة تهبّ لنجدتنا، وهي المسؤولة عن شقائنا المديد. 2011 هو عام سقوط الدكتور ميفيستوفيليس الذي لا يمكنه أن يرفع راية الأمل.