القاهرة | مفاجأة غير متوقعة في ملف الترويج للنشاط السياحي في مصر، الملف الذي استعانت فيه الحكومة قبل سنوات بشركة «جي دبليو تي» في محاولة لجذب مزيد من السياح، إذ سينتقل في النصف الثاني من الشهر الجاري إلى جهاز «المخابرات العامة»، عبر ذراعه الإعلامية شركة «إعلام المصريين» التي ستتولى الملف بعدما قررت الجهات السيادية إبلاغ وزارة السياحة وقف التعاقد مع «جي دبليو تي»، وإيقاف أي إجراءات بشأن إجراء مناقصة على الترويج للسياحة كما هو متبع.وستتعاقد «هيئة تنشيط السياحة» مع شركة «سينرجي»، إحدى أذرع «إعلام المصريين» لتكون مسؤولة كلياً عن تحسين صورة مصر السياحية في الخارج خلال المرحلة المقبلة، في تعاقد لم تعرف قيمته أو آلية تنفيذه بعد، علماً بأن إسناد الترويج إلى هذه الشركة صدر بأوامر من جهاز المخابرات الذي يدير الشركة ويحركها عبر رئيسها المنتج تامر مرسي، مع أنه لا يمتلك أي خلفية عن الترويج للسياحة.
تقول مصادر لـ«الأخبار» إن خطة العمل التي خرجت من «المخابرات» تتضمن توقيع اتفاقات ثنائية بين «سينرجي» وشركات عالمية، كل في منطقته من أجل الترويج، بالإضافة إلى تنشيط عمل المكاتب الموجودة في الخارج وذلك في محاولة لتقليص النفقات. واستعداداً لهذه الخطوة، أبرمت «سينري» عقداً مع مجموعة «mcn» العالمية التابعة لشركة «أنترناشيوتال غروب»، التي سيكون جزء من مهمتها وضع المناطق المصرية على أجندة السياحة العالمية، علماً بأن الشركة التي تعمل في مجال تقنيات التسويق والإعلان مدرجة في بورصة نيويورك وتقدم خدمات لأكثر من 4 آلاف عميل حول العالم في 100 دولة.
وكانت الحكومة قد دفعت لشركة «جي دبليو تي» 21 مليون دولار، وذلك في وقت توقفت فيه المكاتب السياحية في الخارج عن الترويج، علماً بأن وزيرة السياحة الجديدة رانيا المشاط التي تمتلك خلفية في مجال الأعمال جاء اختيارها بسبب علاقتها القوية مع دول عدة. وهي تسعى إلى زيادة عدد السياح على نحو ملحوظ عبر جولات دعمتها فيها المخابرات مباشرة، وآخرها كانت خلال «مونديال روسيا 2018» عندما سافرت مع وفد من الوزارة للترويج هناك.
وينتهي التعاقد مع «جي دبليو تي» في السابع عشر من الشهر الجاري، ثم سيبدأ التعامل فوراً مع «سينرجي»، وهي خطوة تعزز قوة «إعلام المصريين» في الداخل والخارج بعد إحكام السيطرة على وسائل الإعلام التلفزيونية (راجع عدد أمس) ثم التوغل في ملف السياحة بصورة غير مسبوقة لجهاز «المخابرات العامة».