القاهرة | اختتم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس زيارته لروسيا التي استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها عدداً كبيراً من المسؤولين، في مقدمتهم نظيره فلاديمير بوتين الذي استضافه في مدينة سوتشي، ضمن ثلاثة لقاءات بدأت بمأدبة عشاء، مروراً باجتماع ثنائي منفرد، وأخيراً باجتماع لوفدي البلدين. «نتيجة متواضعة» للزيارة التي عوّل عليها النظام المصري كثيراً، خاصة استعادة الرحلات الخاصة بالطيران المباشر من المطارات الروسية إلى جميع المطارات المصرية، وهو ما عُلّق حتى إشعار آخر، كما أفادت مصادر مواكبة للزيارة. أما الرئاسة المصرية، فاكتفت بالحديث عن تواصل المباحثات المكثفة حول هذا الأمر قريباً من أجل استئناف الرحلات الروسية التي توقفت من خريف 2015 وعادت جزئياً إلى مطار القاهرة قبل شهور قليلة، في وقت تغيب فيه الرحلات عن المقاصد المهمة للسياحة، أي مدينتي شرم الشيخ والغردقة، ما سبّب ضربة قوية لقطاع حيوي في البلاد.ورغم زيادة الرحلات المباشرة بين القاهرة وموسكو، التي أعلنتها شركة «ايروفلوت» بعدما قررت تسيير رحلة يومياً بدلاً من ثلاث أسبوعياً بجانب ثلاث رحلات تنظمها «مصر للطيران»، فإن هذه الرحلات مرتبطة برجال الأعمال والمستثمرين أكثر من السائحين الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى شرم الشيخ والغردقة، إذ إن غالبيتهم كانوا يأتون على رحلات «شارتر» أو من مطارات ترانزيت، ما قلّل أعداد السياح على متن الرحلات الحالية، خاصة أنها ذات تكلفة مضاعفة عن السابقة. لكن بوتين قال إن الرحلات بين المدن الروسية وشرم الشيخ والغردقة ستنطلق قريباً، مضيفاً: «نحن واثقون من أن أصدقاءنا المصريين يعملون ما في وسعهم في هذا الاتجاه».
على صعيد آخر، وعلى عكس ما كان متوقعاً، لم يعلن السيسي وبوتين توقيع اتفاقية الحصول على طائرات حربية لحاملتي الطائرات المصريتين «ميسترال»، التي أعلنت القاهرة شراءهما من موسكو سابقاً، خاصة أن «ميسترال» كانت مصنعة فرنسياً للجانب الروسي قبل تغيير وجهتها بعد أزمة شبه جزيرة القرم. مع ذلك، حقق الرئيس المصري إنجازات شكلية، منها إلقاؤه كلمة أمام المجلس الفيدرالي الروسي، ليكون أول رئيس أجنبي يلقي كلمة أمام أعضاء هذا المجلس، وقد ناقش جوانب اقتصادية مع رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف وعدد من المستثمرين الروس. كذلك، وقّع السيسي وبوتين في ختام مباحثتهما اتفاقية «الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي» بين الدولتين، ووقّع وزير الخارجية سامح شكري ونظيره سيرجي لافروف مذكرة تفاهم بين الوزارتين بشأن المشاورات الاستراتيجية.
وعملياً لم يجد السيسي إلا تكرار الإشادة باتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة، قائلاً إنها نقلة نوعية في مستوى التعاون، إضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، الذي «ينقل التعاون الاقتصادي من مرحلة التبادل التجاري إلى التعاون في التصنيع»، مشيراً في الوقت نفسه إلى اتفاقه مع بوتين على إعلان 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا. وذكر الرئيس المصري أنه اتفق مع مضيفه على «تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب، خاصةً في ما يتعلق بانتقال الإرهابيين، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول».