لثلاثة أشهر، وافقت شبكة «سي بي إس» الإخبارية الأميركية على طلب السلطات المصرية عدم بثّ الحوار الذي أجرته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ إلى أن قرّرت بثّ المقابلة كاملة فجر اليوم، من دون الاتيان على الأسباب التي حالت دون عرضها للجمهور في وقت سابق.«المقابلة التي لا ترغب مصر في بثّها» أُجريت مع السيسي على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي؛ لكنّ السفير المصري في واشنطن، ياسر رضا، طلب في حينه من فريق برنامج «60 دقيقة» الذي أجرى المقابلة عدم بثّ الحوار مع السيسي.
وفي مقطع مصوّر عرضته الشبكة، تقول منتجة برنامج «60 دقيقة» رداً على سؤال عمّا إذا كان لدى فريق السيسي أيّ علم بنوعية الأسئلة قبل الحوار، إنّهم «أرادوا الحصول على كافة الأسئلة بشكل خطّي قبل المقابلة، وكانت بيني وبينهم مناقشات على مدى حوالى شهر، إذ كنت أقول: بالتأكيد لا، لأنّها ليست الطريقة التي نعمل فيها ضمن برنامج 60 دقيقة». وتضيف: «أدركنا أنّ لدى السيسي رغبة في الظهور على المسرح العالمي، أراد أن يكون شخصية ظاهرة مع القادة الأقوياء في الشرق الأوسط، ولذلك اقترحنا عليهم أن هؤلاء القادة الأقوياء يأتون إلى برنامج 60 دقيقة».
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت هناك أسئلة كان يرى أنها قد تدفع السيسي إلى نزع الميكرفون أو لا تُعجبه، يقول محاور البرنامج سكوت بيلي: «لا يهمّنا ذلك... إذا كان لديّ سؤال يجب طرحه فعلاً نيابة عن العالم كله، وإذا كان سينزع الميكروفون وسيغادر الغرفة، سنعتبر هذه إجابته».


سؤال يقابله سؤال
اعترف الرئيس المصري بوجود تعاون أمني وثيق مع إسرائيل في شبه جزيرة سيناء. وحين سأله سكوت بيلي ما إذا كان التعاون مع إسرائيل هو الأقرب والأعمق على الإطلاق، أجاب السيسي: «نعم هذا صحيح... في بعض الأحيان يحتاج سلاح الجوّ العامل في سيناء إلى العبور إلى الأجواء الإسرائيلية. ولهذا السبب، لدينا تنسيق جيّد مع الإسرائيليين».
وسأله المحاور عن السبب وراء عدم القضاء على المتشدّدين في سيناء رغم تلقّي مصر مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 1.5 مليار دولار، ليجيب السيسي بسؤال: «ولماذا لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان طوال 17 عاماً، أنفقت فيها تريليون دولار أميركي؟».
وبالنسبة إلى المعتقلين السياسيين في مصر التي تقدّر المنظمات الحقوقية عددهم بـ 60 ألف معتقل، قال السيسي: «أنا معرفش همّا جابوا العدد ده منين بصراحة... ليس لدينا سجناء سياسيون في مصر. عندما تكون هناك أقليّة تحاول أن تفرض أيديولوجيتها المتطرّفة، فيجب أن نتعامل معها بغض النظر عن عددها».


وفي شأن الاحتجاجات في حزيران/ يونيو عام 2013 ضدّ حكم الرئيس محمد مرسي، قال السيسي إن «الشعب المصري رفض هذا الحكم الديني المتشدّد، فمن حقّ الشعب أن يختار شكل الحكومة التي تحكمه». ونفى أن تكون الحكومة قد أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً لأنّها تقود المعارضة السياسية، موضحاً أن بلاده تتعامل مع تيار إسلام سياسي متشدّد.
وحول وصفه بالديكتاتور، سخر السيسي من السؤال، وأجاب: «لا أعلم مع من تحدّثت، ولكن 30 مليون مصري نزلوا إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للنظام الحاكم في هذا الوقت، كان يجب علينا أن نستجيب لرغبتهم، وكان من الضروري اتخاذ بعض الإجراءات لضمان استعادة الاستقرار بعد ذلك».
ورفض الرئيس المصري الإجابة لدى سؤاله عمّا إذا كان قد أمر بفض اعتصام رابعة بالقوّة، فقال: «هل تسمح لي بأن أسألكم: هل تتابعون الوضع جيداً في مصر؟ ظَلّ آلاف المسلحين في الشارع لأكثر من 40 يوماً، وحاولنا اتباع كل الوسائل السلمية لتفريقهم، ولكن أنت تتعامل مع تقارير منظمات حقوق الإنسان وكأنّها حقيقة مُسلّم بها، وهذا خطأ، فالشرطة حاولت فتح ممرات آمنة لضمان عودة المواطنين سالمين إلى منازلهم».