إسطنبول | ليست هذه المرة الأولى التي ينظم فيها رئيس حزب «غد الثورة»، أيمن نور، ما يطلق عليه «جلسات الحوار الوطني» لممثلين عن المعارضة المصرية في الخارج، لكنها هذه المرة استمرت أسبوعاً كاملاً في مدينة إسطنبول التركية، كما استضاف ممثلين عن التيار الليبرالي وحركة «6 أبريل» والتيار اليساري، وحتى ممثلين عن اتجاهات مسيحية، مع غياب «الإخوان المسلمون» بالذات، رغم دعواتهم الأخيرة إلى الانفتاح على التيارات السياسية والتحالف معها. وجاءت جلسات نور تلبية لدعوة سابقة كان قد أطلقها من أجل حشد 100 رمز سياسي مصري، وذلك لوضع ما قال إنه خريطة طريق للمعارضة في مواجهة النظام خارجياً، لكنه أخفق في حشد أي أصوات من الداخل رغم حديثه الدائم عن التواصل مع الرموز السياسيين هناك. ويقدّر أن إخفاقه عائد إلى حالة القمع الشديدة التي تطاول كل صوت يتحدث عن ممارسة سياسية.رغم محاولة الرجل بذل جهد في اتجاه تشكيل تيار معارض في الخارج من كل الأطياف، فإن المتابع للحضور الذين استضافهم في تركيا يدرك أنهم الأسماء القديمة والتقليدية التي تحضر معه في أي دعوة إلى الحوار مع المعارضة من دون جديد يذكر. ومن هؤلاء سوسن غريب، وهي محسوبة على «6 أبريل» ومقيمة في الولايات المتحدة، ومحمد إسماعيل وهو ناشط يساري مقيم في الولايات المتحدة أيضاً، إلى جانب أكرم بقطر وهو ناشط قبطي، وبعض الأسماء المغمورة، إضافة إلى رموز من «الجماعة الإسلامية» كطارق الزمر، وبعض الأكاديميين مثل سيف عبد الفتاح.
سترفع لجنة مؤلفة من المتحاورين قائمة طلبات إلى واشنطن


وسبق أن نظم نور في نهاية 2017 مجموعة من الندوات التي كانت حاشدة واستمرت لأيام، وحضرها تقريباً ممثلون عن كل التيارات في الخارج، بدءاً من «الإخوان» واليسار والليبراليين وحتى ممثلي «ائتلاف شباب الثورة» السابق، إضافة إلى عشرات الباحثين والصحافيين، إذ كان يعوّل على تحقيق حالة من التواؤم بينهم، وهو ما لم يفلح فيه. أما الخلل في جلسات الحوار الحالية، فهو غياب «الإخوان» جملة وتفصيلاً، ورفضهم تبنّي أجندة رئيس «غد الثورة» التي تتعارض بطبيعة الحال مع أجندة الجماعة، وعلى رأسها حقهم في الحكم باعتبار أن ما حدث في «3 يوليو» انقلاب عسكري، وإن توفّي الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وعلمت «الأخبار» أن نور تواصل مع قيادات محسوبة على مكتبي «الإخوان»، التيار التاريخي و«مكتب الأزمة»، ومنهم أيمن عبد الغني، وهو صهر القيادي الشهير خيرت الشاطر وأحد المحسوبين على التيار التاريخي الذي يمثله محمود حسين وإبراهيم منير، كما تواصل مع قيادات محسوبة على «الأزمة» مثل الوزير السابق في حكومة مرسي، عمرو دراج، والبرلماني السابق عادل راشد. ورغم ترحيب المحسوبين على «الأزمة» بحضور الجلسات، لم يأتِ أحد. يشرح إخوانيون كانوا يعيشون في السودان وانتقلوا إلى تركيا أن هذه الجلسات في نظرهم لا جدوى منها بسبب انسداد الأفق السياسي، وأن الوضع تحول إلى «الخلاص الفردي للأشخاص»، وأن يبحثوا عن مخرج لأزمتهم، سواء باللجوء أم بالتعليم أم بتكوين مشروعات خاصة.
ومن المرتقب وفقاً لجدول حوارات نور تشكيل لجنة لتكون مشرفة على الجلسات، يترأسها نور ومعه سيف عبد الفتاح، على أن تجري شخصيات حضرت الاجتماعات في الأيام السابقة لقاءات في الكونغرس الأميركي ومع ممثلين عن البيت الأبيض لرفع مطالب الحوار، ولا سيما قطع المعونة الأميركية عن مصر.