في جنازة عسكرية كبيرة أطلقت فيها المدفعية 21 طلقة، شُيّع جثمان الرئيس المصري المخلوع، محمد حسني مبارك، أمس، بحضور رموز نظامَي مبارك وعبد الفتاح السيسي الذي جاءت مشاركته في المراسم فاترة، إذ بقي لدقائق قليلة بعدما كان آخر الواصلين، وقدّم العزاء إلى نجلَي مبارك، علاء وجمال، بسرعة. وحرص «الجنرال»، بعد الانتهاء من الجنازة، على تقديم العزاء إلى زوجة مبارك، سوزان، في أول ظهور لها منذ عام 2011، فيما تَجنّب بوضوح أيّ حديث ولو عابر مع أفراد العائلة، الذين كان يسلّم بيده عليهم قبل أن يغادر على عجل، وهو ما رصدته العدسات، في وقت وصف فيه الإعلام المحلي الذي بثّ الجنازة مباشرة بأنها «الأضخم منذ بداية الألفية لمسؤول مصري».إلى جوار السيسي، سار الرئيس السابق عدلي منصور، ورئيس الأركان الفريق محمد فريد حجازي، فيما غاب وزير الدفاع الفريق محمد أحمد زكي لوجوده في باكستان منذ يومين. وبينما ظهر شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الكنيسة القبطية تواضروس الثاني، في المراسم، حرص عدد من السفراء على الحضور، وعلى رأسهم ممثلو دول الخليج التي أرسل قادتها برقيات عزاء إلى الرئاسة وعائلة الراحل. وكان نُقل جثمان مبارك من المستشفى إلى مسجد المشير طنطاوي ثم إلى المقابر عبر طائرة خاصة مجهّزة، قبل أن يُدفن إلى جوار حفيده محمد في مقابر العائلة بناءً على وصيّته. وبدا لافتاً غياب وزير الدفاع في عهد مبارك، المشير محمد حسين طنطاوي، الذي يحمل المسجد الذي صُلّي فيه على الجثمان اسمه، فيما قالت مصادر إن الغياب سببه ظروف صحية. كما غاب الفريق سامي عنان الذي خرج من السجن الحربي قبل مدّة قصيرة، وهو آخر رئيس أركان للجيش في عهد مبارك، مقابل حضور لغالبية المسؤولين السابقين الذين عملوا مع الرئيس المخلوع من بينهم رؤساء حكومة ووزراء.
في سياق آخر، تواجه مفاوضات «سدّ النهضة»، التي كان يفترض أن تبدأ أمس في العاصمة الأميركية واشنطن، شبح تأجيل الجولة الختامية، بعدما أعلنت إثيوبيا رسمياً عدم مشاركتها فى الاجتماعات، مشيرة إلى أنها أبلغت وزارة الخزانة الأميركية أنها لن تشارك في الجلسات على مستوى وزراء الخارجية والريّ بسبب عدم تمكّنها من استكمال المباحثات حول مسودة الاتفاق مع المختصين و«أصحاب المصلحة المحليين». وتعقيباً على ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ، إن «مصر ملتزمة المسار التفاوضي الذى ترعاه الولايات المتحدة والبنك الدولي، خاصة أن الهدف من الاجتماع الراهن... هو وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق ملء وتشغيل سدّ النهضة... في ضوء جولات المفاوضات التي أجريت بين الدول الثلاث منذ اجتماع واشنطن الأول يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019».