تعمد الشركات التركية إلى استقطاب الروس إلى بلادها أو إبعادهم عن مصر
قبل سنوات، كانت مصر تستقبل نحو ثلاثة ملايين سائح روسي سنوياً مع برامج خاصة بهم، لكن هذا الرقم تراجع كثيراً، ليس بسبب ظروف حظر الطيران قبل خمس سنوات، بل أيضاً لارتفاع التكلفة المصرية مقارنة بمقاصد أخرى. وطبقاً للتقارير التي قَدّمها مسؤولو السياحة، هناك «إلغاء غير مبرّر للرحلات والحجوزات» خلال النصف الثاني من الشهرين الجاري والمقبل، واللذين يمثّلان ذروة الموسم السياحي للروس الذين يقصدون شرم الشيخ والغردقة في مثل هذا الوقت من العام، مع أن «معدّلات الإصابة بكورونا تتدنّى بصورة ملحوظة في المدن السياحية بفضل الإجراءات الخاصة بها».
في الخلفيات، يَظهر أن مصر قدّمت تنازلات كبيرة إلى الروس في إجراءات التأمين، بل جَهّزت صالة للسفر والوصول تكون مُخصّصة للطيران الروسي في مطار شرم الشيخ، لكن السلطات الروسية لم تسمح بعد باستئناف الرحلات، بسبب رفض القاهرة الإقرار بأن حادث الطائرة في عام 2015 كان عملاً إرهابياً، في انتظار نتائج التحقيقات النهائية، كما تقول. وجاء في آخر ما وصلت إليه التحقيقات المعلَنة أن حقيبة صغيرة داخلها قنبلة وُضعت تحت أحد المقاعد وتَسبّبت في انفجار الطائرة في الجوّ بعد دقائق من إقلاعها في طريقها إلى سان بطرسبرغ، لكن السلطات المصرية تصرّ على أن تلك «رواية أولية ينقصها كثير من المعلومات».
وعلى رغم ظاهر العلاقات الجيّد بين القاهرة وموسكو، يبدو أن ثمّة تراجعاً واضحاً في المواقف الروسية تجاه مصر، انعكس جموداً على مستويات عدة، إضافة إلى البطء المتزايد في اتخاذ بعض القرارات المهمّة وتنفيذ الاتفاقات، وهو ما تُفسّره مصادر مصرية بأنه يعود إلى غياب التوافق حول «قضايا محورية»، ما يؤثر في مستوى الشراكة بين البلدين، مقابل انتعاش العلاقات المصرية - الأوروبية عامة، ولا سيما مع فرنسا وألمانيا.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا