حركة التغييرات المرتقبة في القوات المسلحة المصرية بدأت بوادرها يوم أمس بتعيين رئيس جديد للأركان وهو الفريق أسامة عسكر. استبعاد رئيس الأركان الفريق محمد حجازي أمر كان متوقعاً ومعروفاً لكثيرين منذ أسابيع، لكن ما لم يكن معروفاً هو هوية خليفته في المنصب الذي يعد المنصب الأهم فعلياً بالجيش المصري.
شكل اختيار الفريق عسكر مفاجأة كبيرة، فالعسكري الذي جرى تهميشه بمناصب شرفية في السنوات الخمس الأخيرة هو نفسه الذي صعد مرة واحدة ليكون في التراتبية العسكرية بالجيش ثالث أهم قائد والقائد الأول ميدانياً واحتكاكاً بالقوات وقادة الأفرع وغيرها من الصلاحيات التي يتيحها له منصب رئيس الأركان.

مفاجأة تعيين عسكر ليس في أنه ابن الـ64 عاماً ولكن لكونه من الرجال المحسوبين على الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق ولديه علاقات قوية ومتوغلة بالجيش بشكل كبير ومع أجيال متعددة، فضلاً عن مخالفات الفساد التي أدين بها في وقت سابق وتسببت في احتجازه لعدة أيام داخل فندق الماسة بالقاهرة.

تعرض أسامة عسكر إلى التهميش بشكل واضح في الجيش خلال السنوات الماضية بعدما عين مساعداً لوزير الدفاع، صحيح أنه تحرك بشكل واضح في سيناء بعد تولي قيادة الجيش الثالث وغيرها، لكن قضايا الفساد التي ذكر اسمه فيها وتم إنهاؤها بشكل سريع بعد قيامه برد مبالغ مالية كبيرة على الفور عقب احتجازه برفقة زوجته لعدة أيام.

ما يتردد في الجيش أن عودة أسامة عسكر هي محاولة من السيسي لكسب ود تيار ــ لم يعد صغيراً، من الضباط الغاضبين من عمليات التهميش التي يتعرضون لها، إضافة إلى عدم القدرة على التعامل مع هذا التيار من خلال رجاله الذين سيطروا على المشهد بشكل كامل.

صحيح أن تحركات أسامة عسكر ستكون محل مراقبة جيدة من شخصيات عدة لكن يبقي الجانب الأهم هو مدى قدرته على ممارسة صلاحيات مهام عمله في الفترة المقبلة، بخاصة مع بداية النظام التجهيز لانتخابات 2024 من الآن على جميع المستويات لضمان تأييد أوسع للجنرال من أجل البقاء في السلطة حتى 2030.