■ ما هو منصبك؟ ومنذ متى توليته؟ ولماذا وكيف جرى اختيارك لتولي هذا المنصب؟أشغل حالياً منصب المدير العام المساعد في Bank BLC. فبعد أن توليت إدارة التطوير الاستراتيجي والإدارة المالية، أُعنى الآن بإدارة مديرية التسويق والمساندة في البنك. يعتبر هذا المنصب في حد ذاته تحدياً كبيراً لما يتضمنه من مسؤوليات، وأنا أحب التحدي. وهو أيضاً يضيف الكثير إلى تجربتي المصرفية ويتيح لي الفرصة لأعبّر عن نفسي وأثبت جدارتي في حقل مصرفي مختلف عن الذي اعتدته.

■ كونك امرأة في هذا المنصب، كيف وجدت التجربة؟ هل المسؤولية شاقة؟
من خلال منصبي، أنا أساهم في تعزيز الوعي لأهمية الدور الذي تؤديه السيدات في القطاع المصرفي، ما يساهم في تقليص الفوارق بين الرجال والنساء، اضافة الى الحد من التمييز الذي تواجهه السيدات في سوق العمل.
الى ذلك استطيع أن يكون لي دور فاعل في مساعدة المصارف حول العالم لسد هذه الثغرات بالطريقة نفسها التي يقوم بها BLC Bank.
فلقد أقرّت دول العالم الكبرى أن للمرأة دوراً فعالاً في تحريك عجلة الاقتصاد، كما لها تأثير إيجابي واضح على قياس الناتج المحلي والإجمالي للبلد. وقد حان الوقت ليقود لبنان دول المنطقة في هذا المجال. صحيح ان المسؤولية شاقة خصوصاً لأن المرأة تتحمل أيضاً مسؤولية إدارة شؤون المنزل والاهتمام بالأولاد. ولكن BLC Bank يؤمن البيئة الأفضل للمرأة والتي تساعدها في التوفيق بين مهماتها في المنزل وفي العمل.

■ تميز البنك اللبناني للتجارة BLC BANK بكونه يعطي اهمية لدور المرأة في القطاع المصرفي والمالي، فما هي فلسفة واستراتيجية المصرف من هذه المقاربة؟
يُعتبر BLC Bank سبّاقاً من حيث وضع وتنفيذ استراتيجيات تعزز دور المرأة وتساعدها في الانخراط بسهولة في سوق العمل، وذلك من خلال برنامج We Initiative الشامل الذي يقدم عروضاً متكاملة تشمل مجموعة من الخدمات المالية وغير المالية، وجائزةYear Woman Entrepreneur of the والتي صممت خصيصاً للسيدات المشاركات في مسابقة Brilliant Lebanese Awards التي ينظمها البنك كل عام.
بالإضافة إلى ذلك، سجل BLC Bank أسبقية ريادية قبل عامين، فأصبح الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يلتزم مبادئ الأمم المتحدة لدعم قدرات المرأة، وينضّم إلى التحالف المصرفي العالمي للنساء (Global Banking Alliance for Women) حيث تمّ تعييني كنائب رئيس التحالف المصرفي العالمي للنساء هذا العام، إضافة إلى تكوين فريق عمل متخصّص لخدمة ومساعدة المرأة.

■ كيف تصفين علاقة المرأة بالمصرف في لبنان؟
يؤمّن هذا القطاع، أكثر من غيره، بيئة ملائمة للمرأة الذي يشكل وجودها نسبة كبيرة فيه. رغم أن هذه النسب لا تزال نوعاً ما متدنّية في الإدارات العليا، لكنها تتحسن شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت. أما بالنسبة للزبائن من النساء، فنحن نلمس دائماً تردداً من حيث التعامل مع المصارف وهذه إحدى النقاط الرئيسية التي نعمل على تغييرها من خلال مبادرة We Initiative.
سجل BLC أسبقية ريادية قبل عامين، فأصبح المصرف الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يلتزم مبادئ الأمم المتحدة لدعم قدرات المرأة

■ كيف يمكن تطوير هذه العلاقة وما المطلوب على هذا الصعيد؟
تحتاج المرأة اليوم إلى دعم وتشجيع، ولكي تغامر وتحقق أحلامها، هي في حاجة إلى مصرف يرافقها في مسيرتها العملية ويميزها ببرامج خاصة بها تساعدها ليس فقط في تمويل مشاريعها مادياً بل أيضاً من خلال تأمين دورات تدريبية وورش عمل تساهم في تعزيز خبراتها وتسهيل انخراطها في سوق العمل وفتح آفاق ومجالات عديدة أمامها. هذا بالضبط ما يقدمه برنامج We Initiative من BLC Bank بالإضافة إلى تأمينه منصة تجمع سيدات أعمال نجحن من خلال هذه البرنامج التدريبية على إطلاق وتطوير مشاريعهن، حيث تتشارك السيدات إنجازاتهن وأفكارهن حول موضوع التمكين الاقتصادي للمرأة ومشاركتها الفعالة في سياسات الشركات. فمن خلال هذه المنصات يهدف البنك إلى بناء مجتمع واعي يشجع انضمام ونجاح المرأة في عالم الأعمال.

■ ما هي العقبات التي واجهتك كامرأة في عملك؟
لا نزال نواجه الكثير من التحيّز غير المعلن، ولكن العمل الجاد الذي نقوم به والنتائج التي نحققها بالإضافة إلى حملات التوعية التي ننظمها، كلها كفيلة بتغيير نظرة المجتمع ككل والشركات بشكل خاص إلى المرأة العاملة.

■ ما هي رؤيتك للقطاع المصرفي اللبناني والعالمي الذي بدوره يعاني من ازمات اقتصادية متفاقمة؟ وهل لهذه المشاكل تأثير على القطاع في لبنان؟
من خلال البيئة التنظيمية المحافظة وخبرة وكفاءة المصرفيين والعاملين في الإدارات العليا في القطاع المصرفي اللبناني، تمكن هذا القطاع من تجنب اكبر الأزمات الاقتصادية العالمية. ورغم ظهور قوانين وقواعد جديدة تفرض قيوداً قاسية على المصارف وتجبرها على أن تكون أكثر حذراً وتدفع إلى رسملتها، ها هي المصارف اللبنانية تتبوأ طليعة البنوك في مواكبة هذه التطورات المصرفية العالمية.

■ هل انت مع سياسة دمج المصارف وتقليل عددها في لبنان؟ وما هي حسنات هذه السياسة وسيئاتها؟
دمج المصارف اللبنانية سيؤدي إلى كينونة أكبر، أكثر صلابة وأكثر قدرة على التعامل مع المتغيرات التنظيمية العالمية بالإضافة إلى الاستفادة من وفورات الحجم الضرورية والمفيدة للقطاع وللعملاء في آونة واحدة. فالمنافسة المصرفية صحية وهذا الدمج لا يعيق هذه المنافسة ابداً بل له إيجابيات كبيرة منها توسيع القاعدة الراسمالية وتجميع الموارد المالية والبشرية من مواهب وكفاءات ومهارات ما يساعد في أداء متميز بالإضافة إلى تحقيق الاستخدام الافضل والامثل للموارد، كما انه يساهم في تقليل عدد المصارف غير المجدية والتي لا تساهم مساهمة عملية في الاقتصاد اللبناني.
من جهة أخرى، فإن كبر حجم المؤسسة المصرفية يساعدها في دخول الاسواق العالمية بشكل اقوى ويساعدها أيضاً في التوسع وانشاء شبكة كبيرة من الفروع، الامر الذي يؤدي الى ربط العديد من اقتصاديات الدول مع مركزها الرئيسي وبالتالي مع اقتصاد بلادها.
كما أن لهذا الدمج سلبيات عدّة منها مثلاً ظهور مؤسسات مالية كبيرة الحجم تعمل على ترسيخ الاحتكاروتعميقه، ما يؤدي الى فرض شروط على السوق وعلى المتعاملين بالإضافة إلى تقديم شروط افضل واسعار ارخص. ولكن ذلك يمكن الحد منه اذا ما فرضت السلطات الاشرافية قيوداً من شأنها الحد من الاحتكار ومراقبة تماشي المصارف مع الاسعار والشروط السائدة عالمياً. كما أن لهذا الدمج أخطار، كاختفاء الكفاءات والمؤهلات في الوحدات الصغيرة من ناحية والاستغناء عن بعض الموظفين والعاملين في المصارف المدمجة من ناحية أخرى.

■ كيف اثرت مشاركتك في قمة التحالف المصرفي العالمي للنساء على دورك في لبنان؟
أعطتني مشاركتي في قمة التحالف المصرفي العالمي للنساء (GBA) الفرصة لتبادل المعلومات والاطلاع على أفضل ما تقوم به أهم المصارف في هذا القطاع حول العالم، الأمر الذي عزز موقعنا الريادي في تقديم أحدث الابتكارات المصرفية لعملائنا. كما ان مشاركتي هي أيضاً خير دليل على نجاح برنامج We initiative الذي يهدف إلى التمكين الاقتصادي للمرأة اللبنانية.

■ ما هي المشاريع التي ستقدمينها من خلال البنك اللبناني للتجارة من اجل تفعيل دور المرأة اكثر في القطاع المصرفي كذلك في المجتمع؟
من خلال البرامج التي يقوم بها BLC Bank والتي تهدف إلى تمكين ودعم المرأة اقتصادياً وخلق نظام بيئي يساهم بنجاحها، سيكون للمرأة الدور الفاعل في القطاع المصرفي وفي المجتمع. فبرنامج We initiative لا يقوم على دعم المرأة مالياً فحسب، بل يقدم لها الخدمات غير الاقتصادية أيضاً مثل: ورش عمل تدريبية، فرص التعرف والاختلاط بسيدات عمل بارزات، نصائح وتوجيهات لإدارة شركات صغيرة ومتوسطة الحجم (SME Toolkit)، منصة لتبادل الأفكار والخبرات (We website) وجائزة خاصة بالمرأة ضمن جوائز Brilliant Lebanese Award لتكريم جهودها ونجاحاتها.

■ كم هي نسبة السيدات اللواتي يتولين مناصب ادارية في البنك اللبناني للتجارة؟
حالياً، تبلغ نسبة النساء اللواتي يشغلن مناصب ادارية في الـ Bank BLC نحو 37%، لكن هدفنا أن تزيد هذه النسبة إلى 50% عام 2020.

■ هل يؤثر تفعيل دور المرأة في القطاع المصرفي في كسب ثقة فئة معينة من الزبائن؟
إن تفعيل دور المرأة في القطاع المصرفي له تأثير إيجابي على تطوير علاقة المرأة بالمصرف، فوجود سيدات في مراكز معينة في البنك يساهم في كسب ثقة الزبائن من النساء اذ يؤكد لهن أن المرأة قادرة على النجاح في عملها وفي حياتها الشخصية في آن معاً، ما يشجعهن على أخذ المبادرة نحو تحقيق أحلامهن.



أول مصرف ينضم لقمة التحالف المصرفي

انضم BLC Bank إلى قمة التحاف المصرفي عام 2012 كأول مصرف من لبنان ومنطقة الشرق الأوسط يقوم بهذه الخطوة، وأول بنك يلتزم مبادئ تمكين المرأة التابع للأمم المتحدة وقد أصبح عضواً أساسياً وفعالاً من خلال مشاركة وتبادل الافكار والخبرات مع شبكة التحالف إضافة إلى مشاركة رؤيته لتعزيز دور المرأة في المجتمع، وهذا ما دفع قمة التحالف إلى تعييني نائباً لرئيس التحالف الذي يضم 15 مؤسسة مالية ومصرفية مرموقة منها:Mc Kinsey، Westpac، IDB، IFC، RBC، وItau. أشعر بفخر واعتزاز لوصول مصرف لبناني إلى هذا المنصب.