في عالم اليوم، بات التخصص سبيلاً مهماً للنجاح، ولا سيما في القطاعات الاقتصادية المنتجة. لم يعد الأمر مقتصراً على السياحة بمفهومها الشمولي العام كما كان سائداً، إذ أصبح سائح اليوم يسأل عن تفاصيل تميز وجهته عن أي وجهة أخرى، في زمن القواسم المشتركة الكثيرة والعولمة.
غابات الأرز واحدة من الميزات التفاضلية للسياحة في لبنان. عندما كان السائح والزائر يقصد لبنان، كان أول ما يرغب فيه هو أن يشاهد غابة الأرز. اليوم هذا الأمر في تراجع ملحوظ.
فبالنسبة إلى محبي تسلق الجبال وركوب الدراجات ومراقبة الطيور، تعتبر غابات الأرز اللبنانية، الواقعة على مساحة ألفي هكتار، المكان الأفضل والأكثر هدوءاً في العالم، بعيداً عن الضجيج. اليوم، تهدد التغيرات المناخية الغابات الكثيفة. فالتوقعات تشير إلى أن الأشجار الجديدة ستتعرض للحرارة العالية، في الوقت الذي يجب أن تنمو فيه بذور الأرز تحت الثلج لفترة تصل إلى شهرين على الأقل. السياحة البيئية تعني ضرورة زيادة الوعي لأهمية هذا القطاع وأهمية المناطق المحمية، وغابات الأرز، والتنوع البيئي.
ويجذب قطاع السياحة البيئية نحو 40 ألف زائر سنوياً، 65% منهم من اللبنانيين، و35% من الأجانب. لكن هذه الأرقام شهدت تراجعاً حاداً في السنوات الماضية لأسباب عديدة؛ منها الأمني والمعيشي، ومنها قلة الترويج لتلك المناطق وغياب الاستثمارات السياحية فيها. واقع يجب أن يتغير.