حتى ليلى عبد اللطيف، في أكثر أحلامها ونبوءاتها تفاؤلاً، ما كانت لتتخيل ما تضمنه أحدث تقرير صادر عن البنك الدولي في الأول من نيسان، والذي يتناول مستقبل الاقتصاد اللبناني للأعوام الثلاثة المقبلة.
ففي تسمية لافتة للنظر وتحمل الكثير من المعاني، أطلق البنك الدولي على التقرير عنوان "لبنان سويسرا الشرق".
وبعد التذكير بالفترة الذهبية التي عرفها لبنان خلال العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي، يدعو التقرير اللبنانيين الى توقع فترة ازدهار لا مثيل لها، وفورة اقتصادية ونهضة عمرانية هائلة، تترافق مع تدفق لا مثيل له للسياح، ما يعيد لبنان لتبوّء مركز الصدارة عربياً من حيث أعداد السياح، متفوّقاً على دبي.
ولعل أكثر ما يلفت النظر في التقرير، ويكاد يكون ضرباً من الخيال، هو أن من المتوقع أن يسجل عام 2017 تراجعاً هائلاً في أعداد المهاجرين، يترافق مع عودة عائلات لبنانية بأكملها من بلدان الانتشار لتستقر نهائياً في وطنها الأم وتساهم في هذه الفورة الاقتصادية، ولتتخطى نسبة النمو 9% لهذا العام.
أما في ما يتعلق بالبطالة، فالبنك الدولي يبشرنا بأن هذا المصطلح سيصبح جزءاً من الماضي، ويدعو الدولة اللبنانية الى توفير البنية التحتية اللازمة والقادرة على تحمل الأعداد الكبيرة من اليد العاملة الأجنبية الوافدة من أوروبا وأميركا وبعض البلدان الآسيوية طبعاً.
ولم يخل التقرير من ذكر أثر الثورة النفطية والغازية على الاقتصاد العام، بعد أن يصبح لبنان المصدّر الأول للنفط عالمياً، ولن يكون قادراً فقط على تسديد جميع ديونه، بل إن الفائض في الخزينة سيجعل من لبنان دولة مانحة وعضواً فاعلاً ومشاركاً ومقرراً في اجتماعات مجموعة العشرين الـG20. في النهاية، هنّأنا البنك الدولي بشخص رئيسه وأعضائه، متمنياً لنا كل كذبة أول نيسان ونحن بألف خير، راجين إيانا ألا نفقد الأمل وألا ننسى أن نستمع يومياً الى أغنية "راجع راجع يتعمر راجع لبنان"، لربما يرجع يوماً ما.
(الأخبار)