■ حدثنا عن واقع الصناعات الغذائية في لبنان اليوم، ومدى تطورها؟ تعد الصناعات الغذائية من اهم القطاعات المرتبطة بالعديد من القطاعات الأخرى، وخاصة الزراعة التي تعتبر المصدر الرئيس والأساسي للمواد الأولية المستخدمة، يليه من حيث الأهمية قطاع التعبئة والتغليف (كرتون، بلاستيك، زجاج...) إذ تعتبر مصانع الغذاء من أهم زبائن مصانع مواد التغليف.

احتلت الصناعات الغذائية في الفصل الأخير من عام 2014 المرتبة الأولى للصادرات الصناعية اللبنانية، ويعود السبب الرئيس لهذا الإنجاز الى تنامي الطلب على المنتجات الغذائية اللبنانية في الأسواق الخارجية بعدما أثبتت تميزها وجودتها ونوعيتها، من دون أن ننسى عاملا آخر مهماً هو تضاؤل حصة الصادرات السورية في الأسواق نفسها بسبب الأحداث في سوريا، ما أدى الى تعويض جزء من هذا النقص من الصناعة الغذائية اللبنانية. هذا إضافة الى تزايد الطلب المحلي، بسبب النازحين السوريين، بالرغم من كون معظم احتياجاتهم التي تؤمنها المنظمات الدولية المانحة مستوردة من الخارج، كما بلغت الصادرات الغذائية مستوى قياسياً عام 2014 بلغ 520 مليون دولار اميركي.

■ ما هي أبرز المشاكل والتحديات التي تواجه هذا القطاع اليوم؟
يعاني قطاع الصناعات الغذائية اللبنانية، كغيره من القطاعات الانتاجية في لبنان، من الاوضاع السياسية والامنية المتردية التي يمر بها لبنان حالياً، اضافة إلى تراجع الحركة الاقتصادية وخاصة في القطاع السياحي، وبالتالي انخفاض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني، من دون نسيان معضلة الأكلاف التشغيلية التي تصل الى حدود غير منطقية في بعض الأحيان.

■ هل من استراتيجية جديدة للتصدير الى الخارج؟ وما هي المشاكل التي تشكل عقبة امام عملية التصدير للصناعات الغذائية اللبنانية؟
أهم الطرق والاستراتيجيات التي تتبعها النقابة لترويج المنتج اللبناني في الأسواق العالمية كانت ولا تزال المشاركة في معارض دولية متخصصة بموضوع الغذاء. تاريخ مشاركات النقابة في المعارض الدولية يعود الى معرض SIAL 2008 في مدينة باريس، حيث نظمت النقابة اول جناح لبناني وطني في معرض دولي للصناعات الغذائية شارك فيه حوالى 8 شركات من اعضاء النقابة. تنامى حجم هذه المشاركة ليبلغ حوالى 35 شركة مصنعة تحتل الجناح الوطني اللبناني بمساحة 400 م2 في معرض GULF FOOD 2014 أهمية هذا المعرض تتمثل في كونه يمثل السوق الأساس لصادرات الصناعات الغذائية، اي دول مجلس التعاون الخليجي. الا انه على مر السنين، تحول من معرض إقليمي عربي الى معرض دولي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، حيث اصبح نقطة التقاء جميع العاملين في قطاع الأغذية من مصنعين، موردي المواد الأولية، مواد التعبئة والتغليف، المستوردين والموزعين بكل قطاعاتهم، ومن كل اصقاع العالم. وتبقى للنقابة محطات اساسية اخرى اهمها معرض ANUGA في مدينة كولونيا – المانيا، وNew York Fancy Food Show في مدينة نيويورك، بالإضافة الى معرض HORECA في بيروت.

■ ما تأثير اقفال بعض المعامل الغذائية أخيراً؟ وما الحلول والإجراءات التي ستتخذ بشأنها؟
باستثناء حالات قليلة نادرة، معظم المصانع التي اقفلت كانت غير مطابقة لشروط الانتاج الصحي، ووجب اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتصحيح أوضاعها. وبحسب الوزارات المعنية، كانت المصانع متجاوبة بالكامل وتم سحب معظم الانذارات وعاودت عملها كالمعتاد.

احتلت الصناعات الغذائية في الفصل الأخير من عام 2014 المرتبة الأولى للصادرات الصناعية


■ ما مدى تأثير الأزمة السورية على هذا القطاع؟
بكل شفافية، في اول ايام الأزمة السورية، كان الانعكاس ايجابياً على قطاع الصناعات الغذائية حيث ازداد الاستهلاك الداخلي بسبب وجود النازحين، كما انتعشت الصادرات بسبب غياب المنافسة التي كانت تشكلها البضائع السورية في الأسواق الخارجية، وهذا الانعكاس لا يزال موجوداً حتى الآن، من دون ان نغفل انعكاساً سلبياً بدأ يظهر أخيراً وهو ناجم عن المنافسة غير المشروعة التي تواجهها الصناعات اللبنانية من بعض المصانع السورية غير المرخصة التي بدأت انتاجها على الأراضي اللبنانية.

■ هل تتّبع الصناعات الغذائية اللبنانية معايير السلامة الغذائية العالمية؟ وكيف؟
كانت النقابة ولا تزال من دعاة تبني واعتماد مواصفات سلامة الغذاء تحمي المنتج اللبناني والمستهلك اللبناني، وتحترم في الوقت ذاته مواصفات ومتطلبات الدول التي نصدر اليها. من هنا ثابرنا على تشجيع اعضاء النقابة على اعتماد نظم ضمان الجودة في التصنيع الغذائي المعتمد دولياً، كمتطلبات الانتاج النظيف Good Manufacturing Practices كحد ادنى وصولاً الى تطبيق نظام تحليل النقاط الحرجة والإيزو 22000 ISO 22000 – HACCP.
وأخيراً استفاد 20 مصنعاً غذائياً من اعضاء النقابة من دعم برنامج الجودة QUALEB في وزارة الاقتصاد، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي من مساعدة فنية وتقنية لتطبيق الإيزو 22000، و10 مصانع أخرى لتطبيق نظام التتبع – ايزو 22005 Traceability – ISO 22005. والجدير بالذكر ان ما يقارب الـ 25 مؤسسة غذائية كانت قد نجحت في الحصول على هذه الشهادات العالمية. ونظراً إلى اعتماد القطاع على التصدير وانتشاره في اسواق اقليمية وعالمية عدة، بات من المحتم على العاملين فيه بذل المزيد من الجهود لاستيعاب متطلبات ومواصفات لا تنفك تتغير باستمرار، متطلبات ومواصفات الغذاء الجيد، الخالي من اي شوائب، تلف او تلوث. من هنا تأتي اولوية انتشار "ثقافة الجودة" لدى جميع العاملين في قطاع الصناعات الغذائية مهما بلغ حجم انتاجهم.
لكن حتى الساعة، هناك عوائق تحد من ازدهار هذا القطاع مثل تأمين الخبرات التقنية الملائمة، وتوافر التمويل اللازم، اضافة الى الاراضي الصناعية الصالحة لبناء مؤسسات صناعية رائدة تجعل الجودة عنوان انتاجها الاول. من هنا، ان "جودة الغذاء" ليست مسؤولية الصناعي وحده، بل هي نتاج توافر بنية تحتية متكاملة من اجهزة الرقابة ومختبرات ومراكز ابحاث ومناطق صناعية متخصصة ومقررات دراسة جامعية، وبرامج توعية وإرشاد للمستهلك والمصنع على حد سواء، وموارد بشرية ماهرة ومتخصصة. ربما لم نبلغ بعد المستوى الأمثل على صعيد تطبيق برامج جودة الغذاء في المصانع، لكننا نسعى إلى تحقيق هذا الهدف.

■ كيف يمكن ان ينهض لبنان بهذه الصناعة ويطوّرها ليفتح آفاقاً أوسع للتصدير؟
للأسف الشديد، لا تقدم الدولة اللبنانية اي سياسة صناعية او استراتيجية من اي نوع للترويج لنمو الصادرات الصناعية بشكل عام، والصناعة الغذائية بشكل خاص. فكل الأنشطة التي تتم في هذا المجال من معارض وزيارات وفود وتبادل خبرات ناتجة بمعظمها من مبادرات فردية للصناعيين اللبنانيين والهيئات الاقتصادية المعنية.



هوريكا لبنان في نسخته الـ22

منذ 22 عاماً، انطلق ملتقى هوريكا للمهنيين والاختصاصيين والمستثمرين في عالم الضيافة والقطاع الغذائي، حيث يجتمع أهل الاختصاص ويسوّقون لمنتجاتهم وخدماتهم، ويروّجون لخبراتهم ويناقشون آخر الابتكارات، ويخطّطون لمستقبل القطاع.
اليوم، بات معرض وملتقى هوريكا حدثًاً يُنظّم سنوياً في كلّ من بيروت والمملكة العربيّة السعوديّة والكويت والأردن.
يعبّر الملتقى السنوي لعالم الضيافة والمنتجات الغذائية "هوريكا" أفضل تعبير عن عراقة لبنان وفن الضيافة والمطبخ اللبناني، كما يبرز دوره السياحي المنفتح على كل فنون المطابخ في العالم.
"هوريكا" هو المعرض الأول والوحيد الذي يضع لبنان على خريطة التصدير العالمي، فضلا عن دوره في الأسواق المحلية والإقليمية، كونه يجذب العملاء من جميع أنحاء لبنان والمنطقة ومن العالم.
لذلك أصبح عنواناً لكل المهتمين والملمّين بعالم الضيافة والمواد الغذائية، وبصمة سياحية مميزة، ومناسبة جامعة تلتقي خلالها المؤسسات السياحية والفنادق والمطاعم.
هذا العام تميز المعرض بتشجيعه للمواهب الشابة والمهنيين وذلك من خلال المسابقات المختلفة التي أُقيمت. التركيز هذا العام كان على تقدير المهارات والابتكارات الجديدة ومكافأة المواهب والإبداع في فن المطبخ اللبناني.
شمل المعرض هذا العام ثلاثة معارض: المعرض الدولي للضيافة والخدمات الغذائية، المعرض الدولي للصناعة الغذائية ومعرض بيروت الدولي للنبيذ والمشروبات. كما تضمن المعرض 350 مشاركاً، و25 خبيراً دولياً، و500 مشارك في 20 مسابقة وورشات عمل يومية مباشرة حيث يجد المتخصصون حيّزاً للتلاقي ولاكتشاف حلول ومنتجات يمكنها أن تعزّز تجربة ضيوفهم. وقد بلغ عدد الزائرين حوالى 15 ألف زائر.