في ردها على سؤال عن مقاربة المصرف لمفهوم المسؤولية الاجتماعية، تقول مديرة قسم التسويق والإعلان والإعلام في فرنسبنك دانيا القصار «على رأس مجموعة فرنسَبنك منذ أكثر من 30 عاماً رجل حرص على إدخال ثقافة المسؤولية الاجتماعية في عمله الخاص والعام، وهو الأستاذ عدنان القصار الذي يشهد له المجتمع الدولي بدوره في مشاركة الأمم المتحدة في تأسيس الميثاق العالمي UN Global Compact، وذلك في فترة رئاسته لغرفة التجارة الدولية خلال 1999 إلى 2000». يؤمن فرنسبنك بأن من أولويات أهدافه خلق مجتمع أفضل ليس كونه مؤسسة مصرفية فحسب، بل كونه «مواطناً» يسهم بفعالية في نهضة لبنان، وبذلك، جاءت المسؤولية الاجتماعية امتداداً طبيعياً وانعكاساً لقيم المصرف الإنسانية والتجارية.

ركائز أساسية

استراتيجية فرنسبنك في مجال المسؤولية الاجتماعية استندت إلى الميثاق العالمي الذي أرساه القصار لتتمحور حول المساهمة في تطوير المجتمع ككل بشكل ملموس، وأصبحت استراتيجية اجتماعية قائمة على خمس ركائز رئيسة: النزاهة والثقة، تنمية الموارد البشرية، دعم التنمية الاقتصادية، البيئة والاستدامة، والتواجد في قلب مجتمعاتنا. تشرح القصار «بناءً على هذه الركائز، دأب فرنسَبنك على إطلاق مبادراتٍ تلو الأخرى. في العامين الماضيين ركّزنا على نواحٍ مختلفة، كالدمج المالي، تمويل الطاقة المستدامة، دعم الشباب وتنمية معرفتهم المالية وثقافتهم المصرفية، العلم والمعرفة والثقافة، تطوير المناطق النائية، تكريس روح المواطنية، دعم التراث والفنون، والحفاظ على البيئة».
مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى فرنسبنك كان دينامياً وتطوّر على مرّ السنوات ليتلاءم مع حاجات المجتمع ومتطلباته، «فمنذ ثمانينيات القرن الماضي للمصرف رؤية في إدخال هذا المفهوم في صلب نشاطاته ومهامه، إذ بقي حريصاً منذ ذلك الوقت وحتى هذه اللحظة على التزامه تجاه المجتمع، واضعاً على عاتقه المسؤولية الاجتماعية للشركات بمعناها الواسع، ومتخذاً مبادرات استباقية صبّت جميعها في خانة تعزيز المصلحة العامة وذلك عن طريق تشجيع نموّ وتطوّر المجتمع» تقول القصار.
وتضيف أنه مع الوقت «صار مفهوم المسؤولية أكثر انتظاماً واتخذ نهجاً مدروساً بعشر ركائز أساسية تتمحور حول حقوق الإنسان ومعايير العمل والبيئة ومكافحة الفساد». كذلك التزم فرنسبنك منذ أربع سنوات، بإصدار تقرير سنوي عن المسؤولية الاجتماعية يتضمن «شرحاً تفصيلياً عن نشاطات المصرف في هذا المضمار وهو يتبع المعايير الدولية كالـ UN Global Compact، ونلتزم على أساسه ببرنامج Business for Peace، فيما تندرج مبادراتنا في إطار أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة UN Sustainable Development Goals».

تأسيس الاستراتيجية

وبما أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية هو في أساس رؤية ورسالة فرنسبنك «توجّب على المصرف أن يسهم في التنمية المستدامة للمجتمع عبر خلق قيمة مضافة طويلة المدى للمساهمين، الزبائن، والموظفين، وأصحاب المصالح. لذا، أسّس استراتيجية المسؤولية الاجتماعية على ثلاثة مبادئ هي: تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تعزيز التنمية الاقتصادية، تعزيز تطلعات المجتمع المدني». وعندما استبدلت الأمم المتحدة الأهداف الإنمائية للألفية، بأهداف عالمية جديدة للتنمية المستدامة، كان في صلب استراتيجية فرنسبنك إدراك شامل وتكريس لهذه الأهداف في كافة المبادرات التي أطلقها تباعاً.
وتؤكد القصار أنه «في إطار التزام فرنسبنك في مبادراته بالأهداف الـ 17، وتحديداً في إطار مبادراته الرائدة والمتعلّقة بتمويل الطاقة المستدامة، قامت الـ Business for Peace Foundation باختيار رئيس مجموعة فرنسبنك عدنان القصار ليكون ممثِلاً للهدف رقم 13 وهو ينصّ على التحرك بسبب المناخ والتصرف العاجل لمكافحة التغير المناخي وتأثيراته».

مبادرات وأنشطة

على سبيل المثال لا الحصر، وفي سياق مبادرات فرنسبنك التي تصبّ في خانة المسؤولية للشركات، وضمان حياة صحية وتعزيز الرفاه للجميع من جميع الأعمار، ولدت المبادرة التي تبرّع فيها موظفو فرنسبنك لمركز سرطان الأطفال CCCL بمبلغ وقدره 265 ألف دولار أميركي جُمع من تشرين الثاني 2005 وحتى نهاية عام 2015.
وتماشياً مع استراتيجيته الرامية إلى إيلاء الاهتمام بالبيئة، ينفذ فرنسَبنك سلسلة مشاريع وممارسات صديقة للبيئة، ترجمت في عدة مبادرات أطلقها، تتمحور حول إدارة الطاقة وتوفير الاستدامة المستقبلية.
ففي هذا السياق، تقول القصار إن «مؤسسة التمويل الدولية IFC أجرت تدقيقاً شاملاً على مقرّ فرنسبنك عما إذا كان يخضع لمعايير خضراء بيئية، وتبيّن لها أن الإضاءة في فرنسبنك تمثّل أكبر استهلاك للطاقة الكهربائية مع أكثر من 31٪ من الكلفة الإجمالية. وفقاً لذلك، قام البنك، تدريجياً، باستبدال الإضاءة التقليدية مع إضاءة LED في المقر الرئيسي والفروع. واستبدل نظام التبريد أي تكييف الهواء القديم بنظام تكييف الهواء VRV ما أدى إلى الحدّ من استهلاك الطاقة في البنك في مجال التكييف بنسبة 30٪ إلى 40٪».
وخلال العامين المنصرمين، أطلق فرنسَبنك ونفّذ مبادرة Bouchons Roulants بالتعاون مع arcenciel، وهي مبادرة تلجأ إلى التدوير لتمويل المشاريع في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعلى مدى عامين، وتلبية لدعوة فرنسبنك موظفيه في الإدارة العامة والفرع الرئيسي إلى جمع القناني البلاستيكية وأغطيتها القابلة لإعادة التدوير، نجح الموظفون منذ عام 2014 حتى نهاية عام 2015 في جمع 2.5 طن. وبناء على ذلك، جرى التبرع بـ4 كراسٍ متحركة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.
على صعيد آخر، وضع فرنسَبنك ابتداء من نيسان الماضي في بعض فروعه مستوعباتٍ خاصة لفرز النفايات، بهدف نشر التوعية البيئية بين الزبائن وتوسيع دائرة الثقافة والوعي بالمضامين البيئية. وتحت عنوان «إعادة تدوير الورق»، كانت هناك مبادرة ثانية لفرنسَبنك هدفت إلى توعية موظفيه وانفتاحهم على ثقافة الاهتمام بالبيئة والحد من هدر الموارد الطبيعية وبالتالي التقليل من استهلاك الورق.
مع الكثير الذي تحقق، على جدول أعمال فرنسَبنك المزيد من الخطط والمبادرات التي تصب في إطار عمل المصرف لنشر الثقافة البيئية وثقافة فرز النفايات والتدوير.