يمكن القول إن يوم الجمعة الأخير من شهر تشرين الثاني بات محطة ينتظرها الكثير من المستهلكين في لبنان، للاستفادة من الحسومات "الكبيرة" التي تقدمها شركة "خوري هوم" تحت مسمى Black Friday.التسمية الآتية من الولايات المتحدة قد تشي للوهلة الأولى بالسلبية والتشاؤم، إلا أن هذا اليوم أبعد ما يكون عن السوداوية، سواء للمستهلكين أو للتجار. تقول الرواية الأكثر قبولاً إن التجار لم يكونوا يحققون الأرباح التي يسعون إليها على مدار العام إلا عند اقتراب موسم الأعياد، وتحديداً يوم الجمعة الأخير من شهر تشرين الثاني، الذي يصادف اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة. وكان التجار يسجلون مبيعاتهم على سجلات محاسبة حيث كان اللون الأحمر يعني الخسارة واللون الأسود يستخدم للدلالة على الأرباح.

أولى التجارب

عندما قررت شركة"خوري هوم" خوض غمار هذه التجربة للمرة الأولى عام 2014 لتكون من أوائل من طبق هذا النشاط في لبنان، لم تفعل ذلك لتعويض خسائر، بل على العكس لمنح المستهلك اللبناني فرصة الاستفادة من أجود المنتجات بأرخص الأسعار، وخاصة في فترة الأعياد حيث تكثر المصاريف والنفقات.
وصلت مبيعات Black Friday في العام الماضي إلى 5 ملايين دولار

يشدد رئيس مجلس إدارة "خوري هوم"، رومن ماثيو، على أن "رضى الزبائن هو أولوية لخوري هوم، لأنهم هم من أسهموا، ولا يزالون، في ريادة الشركة ونجاحاتها المتواصلة، وبالتالي فإننا نسعى دون انقطاع إلى توفير أفضل الخدمات وأحدث المنتجات لعملائنا ضمن أسعار مدروسة تراعي جميع الميزانيات. إن ثقافة الـ Black Friday بالنسبة إلى خوري هوم لا تختصر ببضعة أيام، بل هي نهج نتبعه على مدار العام من خلال العروضات والتسهيلات التي نوفرها للمستهلكين باستمرار، وإن كانت تتخذ بطبيعة الحال حجماً أكبر من حيث نسب الحسومات خلال هذه الفترة من السنة تحديداً". وأضاف: "الهدف من جهودنا اليومية لا يقتصر على أن نكون الرقم واحد في السوق، بل نعمل للحفاظ على موقع الصدارة. ومن هنا، نأمل دوماً مواصلة استراتيجيتنا الراسخة الساعية إلى ضمان الخدمة المميزة، أماكن التسوق المناسبة، الأسعارالمدروسة، وأفضل المنتجات على حد سواء".
نجاح الحملة في عامها الأول في عام 2014، كان باهراً بحسب مدير التسويق في "خوري هوم" جوي يزبك. فبدل اليوم الواحد، قررت سلسلة "خوري هوم" تمديد الحدث لثلاثة أيام، ما سجّل رقم مبيعات هائلاً لم يسبق أن حققته الشركة من قبل، وقد بلغ 3.2 ملايين دولار.
النتائج الضخمة المحققة وتجاوب الناس الذي فاق التوقعات، خاصة أن النسخة الأولى من الحدث لم يخصص لها إلا 3 أيام فقط من الإعلانات والتسويق، دفعت "خوري هوم" إلى زيادة يوم إضافي عام 2015 على فعالية الـ Black Friday، لتصل المبيعات إلى حدود 5 ملايين دولار في أربعة أيام.
الأرقام اللافتة المسجلة عامي 2014 و 2015 وضعت "خوري هوم" أمام تحدٍّ حقيقي هذا العام، إذ إن الهدف كسر الأرقام القياسية المسجلة سابقاً، وفي الوقت عينه تحسين نوعية الأداء والخدمات والسلع المعروضة للبيع، سعياً إلى الحفاظ على ثقة الزبائن وتلبية جميع رغباتهم وحاجاتهم.

عروضات ومفاجآت خيالية

في هذا السياق، يشير يزبك إلى أن المناسبة هذا العام تتميز بعروضات صادمة ومفاجآت تفوق المتوقع في حدث سيمتد على 5 أيام، وهو ما تبرهنه الاستعدادات الضخمة من الناحية التسويقية التي بدأت قبل شهرين وتضمنت حملة إعلانية كبيرة جداً شملت التلفزيون والراديو ولوحات إعلانية على الطرقات، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وموقع "خوري هوم" الإلكتروني.
لا تقتصر الحسومات في "خوري هوم" على الـ Black Friday فقط. فعلى مدار العام، تقدم الشركة حسومات وعروضات مختلفة، إلا أن الفارق بين الحسومات في الأيام العادية والحسومات في هذه المناسبة من العام تكمن في وصول نسب الحسومات إلى نحو 70% في الحالة الثانية، وتشمل جميع الفئات والسلع دون استثناء، فيما لا تتخطى في باقي الأيام حدود الـ 30%.
أما عن نوعية السلع والمنتجات التي تعرض في الـ "Black Friday"، وعمّا إن كانت عبارة عن بضاعة قديمة تحاول الشركة التخلص منها، يؤكد يزبك أن "تجربة الزبائن على مدى العامين السابقين كفيلة بالإجابة"، مشدداً على أن "أغلب المنتجات والسلع التي ستكون معروضة في الـBlack Friday هي حديثة الصنع وتشملها الضمانة".
الجديد هذه السنة سيتمثل بإتاحة الفرصة للزبائن بالمشاركة بالـBlack Friday عبر الموقع الإلكتروني، وبالتالي شراء بعض السلع والمنتجات عبر الإنترنت، وهو ما سيساعد على تخفيف الضغط في المتاجر ومنح العملاء فرصة المشاركة في الحدث أينما كانوا.
وإدراكاً من "خوري هوم" لزحمة السير التي قد تنتج من الحدث بسبب الإقبال الكثيف للمواطنين على غرار السنتين الماضيتين، تواصلت الشركة كالعادة مع قوى الأمن الداخلي والبلديات بهدف تأمين حركة المرور، إضافة إلى توافر مواقف مجانية خاصة بالمؤسسة أمام كل فرع، ما يجنب الزوار تحمّل أي تكاليف إضافية.
وفي إطار توسع خوري هوم على مساحة الأراضي اللبنانية بهدف خدمة المواطنين أينما كانوا، سيتاح لأهالي البقاع المشاركة في الحدث للمرة الأولى هذه السنة، وذلك بعد افتتاح الشركة لفرع جديد في زحلة.