هو «حب من أول نظرة» كما يسميه، شغف واهتمام ومتابعة قادت «سكوديريا ليبانون» التي يملكها لتتوَّج العام الماضي «المستورد الأول لسيارات فيراري في منطقة الشرق الأوسط.» لبنان، البلد الصغير بإمكانياته والصعوبات الاقتصادية التي يعيشها، بات ينافس بلداناً فاحشة الثراء كالسعودية والكويت والإمارات، بل يتفوق عليها.
لا يعلم حسن حيدر عدد سيارات الفيراري التي يمتلكها، ولا يريد أن يعلم. شغفه الكبير بفيراري جعله يعتبر أن تحديد العدد يفقده على المستوى الشخصي القيمة المعنوية لفكرة امتلاك السيارة نفسها.

مرحلة جديدة

قبل حيدر، كان هناك وكيل آخر لفيراري في لبنان، «حين عرضت عليّ الوكالة أواخر عام 2013 كوني زبوناً مميزاً لدى فيراري، وأملك أسطولاً كبيراً من سياراتها، إضافة إلى نجاحاتي وعقليتي المهنية التي يعرفونها، فكرت في الأمر ملياً، ووافقت انطلاقاً من عاطفتي تجاه فيراري، قبل العقل».

على طرقات لبنان اليوم، هناك أكثر من 500 فيراري


مع حيدر، خطت فيراري لبنان مرحلة جديدة في مسار الشركة على صعيد السوق اللبنانية المحلية، تمثلت في زيادة حجم المبيعات، ومزيد من التوسع في الأعمال والاستثمارات، فريق عمل جديد (تغير بنسبة 80% تقريباً) على صعيد الإدارة وخدمة الزبائن والصيانة، وافتتاح صالات عرض جديدة... «ما كان يزعجني كزبون قررت أن أعالجه كوكيل، أنا شخص مثالي وفيراري بالنسبة إليّ تجسد الكمال،» يقول حسن.
غيّر حيدر من المفهوم التقليدي الذي كان سائداً في فيراري لبنان بالسابق إلى مفهوم جديد. أصبح للسيارة الأسطورية مركز دلال SPA، كما يسميه. «بدأت تشعر بنبض الحياة في الأحداث التي نقوم بها، وهو ما كان غائباً في السابق. شخصياً، أحب الاختلاط بالناس وجمعهم وخلق روابط بينهم، وخاصة بين زبائن فيراري ومالكيها، وهذا ما شجّعنا على تنظيم «بانوراما لبنان 2016» الذي كان ناجحاً جداً. في السابق، كان لبنان غائباً عن الفوز بأي جائزة، فاشتغلنا جميعاً وحصدنا جائزة مميزة العام الماضي».
بعد تخرجه في إحدى الجامعات في أميركا، بدأ حيدر حياته المهنية بالعمل في قطاع النفط، ثم «وجدت نفسي في أفريقيا أعمل في قطاع صناعات السفن، تطورت أعمالنا وازدهرت، وتمدّدنا الى عدد من البلدان الآسيوية وسنغافورة ومنطقة الشرق الأوسط».
على الرغم من أنه حقق حلمه بشرائه أول سيارة فيراري في دبي، «لكن يبقى لقيادة الفيراري في لبنان ميزة خاصة كونها تمكنك من اكتشاف وطنك، وأمتع قيادة لي هي في لبنان، حيث، على عكس ما قد يتصوره البعض، إن طرقات لبنان أثبتت جودة وتميزاً. وهو ما برز خلال الحدث الأخير الذي نظّمناه. اللبناني بطبعه يحب الفخامة ويستحقها، لبنان في محيطه هو الذي يحدد الموضة السائدة، وهذا الأمر يسري على التعامل مع علامة تجارية كفيراري أيضاً».
في لبنان، تنحصر استثمارات حيدر بشكل رئيسي في فيراري، إضافة الى بعض الأعمال الصغيرة الأخرى، وهو يركز كل جهده مع فريق عمله اليوم للارتقاء بفيراري لبنان إلى مراحل متقدمة.

فيراري في أرقام

في السنة الأولى من تسلّمه الوكالة، بيعت 35 سيارة فيراري، وفي العام الذي تلاه بيعت 42 سيارة، وفي العام الحالي تسعى الشركة إلى زيادة حجم مبيعاتها بنسبة 30%، «سنحقق هدفنا، سنصل بعد سنوات قليلة الى بيع أكثر من 100 سيارة فيراري في لبنان، علماً بأنه في بلد ككندا تباع 90 سيارة سنوياً فقط، وفي الإمارات 170 سيارة».
في لبنان اليوم، يوجد نحو 500 سيارة فيراري، بحسب ما يكشف حيدر، تحدد الشركة الأم سعر سيارات فيراري، وليس الوكلاء، أما الفروقات في الأسعار بين الدول، فيكون بحسب الرسوم الجمركية والضرائب التي تختلف بين بلد وآخر.
برأي حيدر، أن شراء سيارة فيراري استثمار ناجح باعتبار أنها «السيارة الوحيدة التي تحمي سعرها ويمكن بيعها بعد الاستعمال من دون أن تخسر كثيراً من قيمتها». ويكشف أن الطلب على السيارات الجديدة في لبنان أكبر من الطلب على السيارات المستعملة.

20% من مالكي فيراري في لبنان
هنّ سيدات

في عالم فيراري لا توجد حسومات، «لكننا كوكلاء نقدم لزبائننا معاملات خاصة. حين تشتري فيراري من الوكالة لدينا، تحصل على خمس سنوات تأمين، بينما تحصل على ثلاث سنوات فقط في أي مكان آخر حول العالم، لكننا قمنا باستثناء في لبنان، هذا بالإضافة إلى سبع سنوات من الصيانة المجانية. علاقتنا بالشركة الأم علاقة وثيقة وتضامنية، وأحاول أن أجلب المهنية التي يتميز بها معمل فيراري الى لبنان من حيث الجدارة والكفاءة وأسلوب التعاطي وفريق العمل في لبنان مشابه».

سنة مهمة

عام 2017 الجاري يعدّ حدثاً مهماً في مسيرة فيراري لبنان، إذ يصادف الذكرى الـ 70 لانطلاق فيراري في العالم، كذلك مرور 70 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا ولبنان، لذا سيكون تنظيم panorama 2017 حدثاً ضخماً جداً ومتنوعاً على قدر المناسبة وأهميتها.
يدعو حيدر اللبنانيين الى عدم الخوف من قيادة سيارات الفيراري، باعتبارها سهلة ومتاحة لأي شخص كان، ومن أي عمر، «أشجع الناس على زيارتنا وتجربة قيادة السيارة، وأشجع السيدات خاصة على ذلك. وملاحظ أن الإقبال من قبل النساء متزايد على سيارات الفيراري، فحوالى 20% من مالكي الفيراري في لبنان هنّ سيدات».
«لأن أفضل سيارة فيراري هي سيارة فيراري التالية»، بحسب مؤسس الشركة أنزو فيراري، فإنه برأي حيدر «لا تكتشف فيراري إلا من خلال قيادتها، فهي تدخلك الى عالم خاص وجميل وتضمّك الى عائلة كبيرة متميزة، وتصبح جزءاً من ثقافتك الشخصية».




لا تحب «العجقة»

هي ليست كغيرها من السيارات التي قد تعجّ بها صالات العرض عند الوكلاء. لا تحبذ «فيراري» أن تعرض الكثير من السيارات في صالات العرض لأن سياسة الشركة لا تقوم على شراء سيارة جاهزة من الصالات كما هو متعارف عليه، لكن أن تصنع لزبائنها سياراتهم كما يختارونها وكما يريدونها على مزاجهم، من أصغر تفصيل إلى أكبره.
«لذلك لا نعرض أكثر من سيارتين أو ثلاث سيارات في صالة العرض. نحن مجبرون على إعطاء كل سيارة مساحة 50 متراً مربعاً»، يوضح حيدر.

* للتواصل مع «قسم أعمال» الرجاء إرسال المواد إلى البريد الالكتروني: [email protected]