خط ائتمان جديد بقيمة 75 مليون يورو منحه بنك الاستثمار الأوروبيّ (EIB) التابع للاتحاد الأوروبيّ لـ«فرنسبنك»، خُصص نحو 70% منه لتمويل مشاريع صغيرة ومتوسطة يصل عدد موظفيها إلى 250 موظفاً، ونحو 30% لتمويل مشاريع الشركات الكبرى الاستثمارية التي يراوح عدد موظفيها بين 250 و3000.
ويندرج هذا التعاون ضمن استراتيجية مؤسسة التمويل الأوروبية الهادفة إلى تعزيز التنمية والنمو الاقتصاديّ وخلق فرص عمل جديدة. وفي هذا الإطار، أكّدت سفيرة الاتحاد الأوروبيّ في لبنان كريستينا لاسن لـ«الأخبار» أنّ «المؤسسات الأوروبية تحاول العمل معاً لمساعدة لبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها والمنطقة ككلّ، لذا نعطي أهمية خاصة لدعمه، ونحاول اليوم من خلال بنك الاستثمار الأوروبي دعم القطاع الخاصّ». إذ يقوم البنك بمساندة البعثة الأوروبية في عملها مع المصارف اللبنانية، لافتةً إلى استفادة مصارف أخرى (إضافة إلى «فرنسبك») من التمويل الممنوح.

وقّع EIB اتفاقيات تمويل بقيمة 265 مليون يورو مع أربعة مصارف لبنانية


وعن المشاريع المستقبلية، تشير إلى «أننا نعمل بشكل متواصل، ويتطلّع البنك إلى المشاريع الخاصة بالبنى التحتية والصحة وغيرها. وقد أطلقنا منذ فترة برنامجاً مع القطاع الخاصّ تستفيد منه الشركات الصغيرة والمتوسطة في ميدان الزراعة والبناء على وجه الخصوص بهدف المساعدة في زيادة نوعية الإنتاج».
من جهته، لفت رئيس مجموعة «فرنسبك عدنان» القصار إلى أنّ الخطّ الائتماني سيساهم في تمويل العديد من المشاريع في القطاعات الاقتصادية كافة، وهو خطوة مكمّلة لجهود «فرنسبنك» خلال السنوات الماضية في تطوير تمويل المشاريع الخضراء ومشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبيّ داريو سكانابيكو اعتبر أنّ الخطّ الائتماني الجديد يأتي «في إطار دعمنا للقطاع الخاصّ واستراتيجية بنك الاستثمار الأوروبيّ الهادفة إلى تعزيز مناعة الاقتصاد اللبناني وقدرته على الصمود لمواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة بسبب أزمة اللاجئين السوريين في المنطقة».
الجدير ذكره أنّ البنك وقّع اتفاقيات تمويل بقيمة 265 مليون يورو مع أربعة مصارف شركاء هم بنك «بيبلوس»، «فرنسبنك»، «فيرست ناشيونال بنك»، و«سوسيتيه جنرال» لدعم مشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبيرة (Midcaps) ولتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، خصوصاً في قطاعات المياه، البيئة والنقل. وأوضح سكانابيكو أنّ هذه القروض ستخلق أكثر من 12500 فرصة عمل في لبنان وهي تُشكّل استكمالاً لدعم البنك الأوروبي للبنان والمستمر منذ أكثر من 40 عاماً.
وبالنسبة إلى الشركات المستفيدة من الاتفاقية، تُشكّل شركة «مشموشي للألبسة» نموذجاً يظهر شكل استفادة المؤسسات اللبنانية منها، إذ يعتبر أحد مالكيها محمد مشموشي أنّ مؤسسته «أرادت تحديث المصنع وتطوير الماكينات فيه ليستطيع الخوض في المنافسة الدولية عبر تقديم أفضل نوعية للمنتج، فتعاونت مع فرنسبنك الذي قدّم التمويل اللازم لشراء المعدات الجديدة بغية تحسين صناعتها».
وعن أهمّ المعايير التي اشترطها المصرف للموافقة على الطلب، تُعدّد نجوى صنديد إحدى المديرات في البنك «نجاح الشركة في العمل، ربحيتها والإيرادات في المبيعات، قدرتها على التصدير، إضافة إلى الضمانات التي تملكها المؤسسة المعنية في حال حدوث أي طارئ في العمل، من دون إغفال اللجوء إلى معدات جديدة متطورة تتميّز بمصروف كهربائي أقلّ موجودة ضمن المعمل ولا تؤثر بالتالي على البيئة».
ويؤكد «فرنسبنك» أنه يعتمد استراتيجية تُشجّع على الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة عبر الدفع نحو ترشيد استهلاك الطاقة والحدّ من تأثيرها السلبيّ على البيئة. وهو ما شرحه المدير طوني ظريفه الذي شدّد على «إمكانية رفض التمويل في حال تبيّن أنّ مشروعاً خاصّاً بسيارات للتوزيع، مثلاً، غير صديق للبيئة ويُسبّب انبعاث كميات كبيرة من الدخان بغض النظر عن أهمية المشروع نفسه. فالبيئة باتت موضوعاً أساسياً بالنسبة إلينا، لذلك نقوم بزيارة المصنع قبل التمويل وخلال التركيب وبعد تشغيل الماكينات ونقدّم تقاريرنا. ويتوجّب مثلاً على الآلة الجديدة توفير 15% على الأقلّ من الطاقة الكهربائية بالمقارنة مع تلك القديمة لتصبح صديقة للبيئة».