اللبنانيون يضبطون الإنفاق ويركزون على السلع المعيشية
كشف "مؤشر جمعية تجار بيروت ــــ فرنسَبنك لتجارة التجزئة" للفصل الثاني من عام 2018 تسجيل مؤشر غلاء المعيشة للفصل الثاني من هذا العام أقوى إرتفاع له منذ حوالى خمس سنوات، حيث بلغ مستوى + 7.61 %. بالمقارنة مع الفصل نفسه من العام الماضي، وذلك وفقاً لإدارة الإحصاء المركزي.
وبحسب المؤشر، فإنه بعد التدقيق في أرقام التضخّم لكل بند من البنود التى تتبنّتها إدارة الإحصاء المركزي ، يتبيّن أن التضخّم بلغ ــــ ما بين الفصل الثاني للعام المنصرم والفصل الثاني من العام الجاري، ما يزيد على 16% في أسعار الألبسة والأحذية، وأيضاً في تكاليف الماء والغاز والكهرباء والمحروقات الأخرى، في حين ارتفع بند النقل بحوالى 12% والأسعار في قطاعات الاستجمام والتسلية والثقافة بأكثر من 8 %، في الوقت الذى سجلت فيه المواد الغذائية زيادة قدرها 5.87%.
واعتبر المؤشر أن «الجزء الأكبر من هذا التضخّم لا بد من أنه ناتج من الزيادات في الرسوم والضرائب كما والضرائب المستحدثة التى أقرّها مجلس النواب»، وهو ما نجم عنه «ارتفاع في الأسعار متزامناً مع استمرار تدهور القوة الشرائية لدى الأسر اللبنانية ــــ المستهلك الأول والأساسي في الأسواق، مع كل ما ينتج من هكذا حال من تراجع في نشاط الأسواق ومزيد من الانخفاض في أرقام الأعمال الحقيقية ــــ ولا سيما بالمقارنة مع نتائج الفصل نفسه من السنة الماضية، في الأسواق التجارية على أنواعها».
في هذا السياق، أظهرت النتائج المجمّعة لأرقام أعمال قطاعات تجارة التجزئة انخفاضاً حقيقياً ما بين الفصل الثاني للعام الجاري والفصل الثاني للعام الماضي أشدّ من الإنخفاض الذى شهدته في الفصل الأول لهذا العام، حيث بلغ هذا الانخفاض الحقيقي (أي بعد التثقيل بنسبة مؤشر غلاء المعيشة لهذه الفترة) – 9.74 % (بعدما كان قد سجّل - 9.31 % في الفصل السابق له).
أما في حال إستثناء قطاع المحروقات (الذى شهد زيادة في الكميات تناهز + 2.50%)، فيكون التراجع الحقيقي في أرقام الأعمال المجمّعة لقطاعات تجارة التجزئة قد بلغ نسبة – 10.73% بالمقارنة مع مستوى أرقام أعمالها المجمّع خلال الفصل الثاني من عام 2017 (أيضاً دون قطاع المحروقات).
وبالنظر الى كل قطاع على حدة، يتّضح أن أهم القطاعات التى سجّلت تراجعاً حقيقياً في مستويات مبيعاتها هي التى تترجَم بوضوح الركود ولجوء الأسر الى ترشيد استهلاكها والتركيز أساساً في مصروفها على السلع الأساسية والمعيشية. وأبرز القطاعات التي شهدت تراجعاً حاداً هي: معدّات البناء والهندسة (- 57.71%)، الهواتف الخلوية (- 28.56%)، اللعب والألعاب (- 23.58 %)، الأحذية والسلع الجلدية (- 21.97 %)، أدوات التزيين (- 16.14%)، الملبوسات (هبوط مستمر بلغ – 14.56% )، الأثاث والمفروشات (- 9.95%)، السوبر ماركت والمواد الغذائية (- 9.00%)، معارض السيارات (- 8.80%)، الساعات والمجوهرات (- 3.43%) والمجمّعات التجارية (- 2.00%).
أما القطاعات الوحيدة التى شهدت تحسّـناً، ولو طفيفاً، الى جانب المحروقات (+ 0.82 % من حيث الكميات)، فهي: منتجات التبغ (+ 13.92%)، العطور ومستحضرات التجميل (+ 5.83%)، منتجات المخابز والحلويات (+ 4.58%)، الأجهزة المنزلية الكهربائية (+ 1.58%) والمطاعم والسناك بار (+ 1.34%).


أقل من 5% من اللبنانيين ينوون شراء أو بناء مسكن!

أنقر على الرسم البياني لتكبيره

سجّل مؤشر بنك بيبلوس للطلب العقاري في لبنانByblos Bank Real Estate Demand Index للفصل الثاني من عام 2018 معدلاً شهرياً بلغ 43,7 نقطة، بارتفاع بنسبة %31,8 عن الـ 33,2 نقطة المسجلة في الفصل الأول من العام الجاري، وتراجعاً بنسبة 16,3% عن نتيجة الـ 52,3 نقطة التي سجلها المؤشر في الفصل الثاني من عام 2017، بما يشكل القراءة الفصلية الـ 14 الأدنى له خلال 44 فصلاً.
وأظهرت إجابات المستطلعين عن أسئلة المسح أن «%4,9 من المواطنين ينوون شراء أو بناء وحدة سكنية في لبنان في الأشهر الستة المقبلة، مقارنةً بـ %3,8 في الفصل الأول من العام الجاري و%5,9 في الفصل الثاني من عام 2017. هذا مقارنةً مع %6,8 من المواطنين من الذين أفادوا بأنهم يخططون لشراء أو بناء وحدة سكنية في لبنان بين تموز 2007 وحزيران 2018، وبلوغ هذه النتيجة نسبتها الأعلى وهي %15 تقريباً في الفصل الثاني من عام 2010».
كما بيّنت النتائج «أن معدل الطلب على الوحدات السكنية كان الأعلى من قبل المقيمين في جنوب لبنان، حيث أشار 7,8% من المقيمين في المنطقة المذكورة إلى أنهم يخططون لبناء أو شراء منزل في الأشهر الستة المقبلة، مقارنةً بـ 3,4% في الفصل الأول من عام 2018. وتبعه معدل الطلب من قبل المقيمين في البقاع، حيث أعلن 6% منهم أنهم ينوون بناء أو شراء شقة سكنية في الأشهر الستة المقبلة، مقارنة بنسبة %1,7 في الفصل السابق. كما أبدى 4,6% من المواطنين في جبل لبنان رغبتهم في شراء أو بناء منزل في المدى القريب، مقارنة بنسبة 3,2% في الفصل السابق. أما في شمال لبنان، فأشار 4% من المواطنين إلى أنهم يخططون لبناء أو شراء شقّة سكنية، أي بانخفاض عن 6% في الفصل السابق، في حين أعلن 3% من السكان في بيروت أنهم ينوون بناء أو شراء وحدة سكنية في الأشهر الستة المقبلة، أي بانخفاض من نسبة 4,6% في الفصل الأول من عام 2018. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الطلب على الشقق السكنية في الفصل الثاني من عام 2018 في جميع فئات الدخل».