وفيما تعد الثقافة المالية ومعرفة كيفية التعامل مع المال بذكاء محورية في حياتنا اليومية فإنها أكثر ما تكون ضرورية في هذه الفترة من العام والتي قد يؤدي فيها سوء التخطيط إلى مضاعفات تستمر على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة. فما هي الطريقة الأمثل للتسوق والتحضير للأعياد؟ ميزة الأعياد أن توقيتها معلوم سلفاً وهو ما يسهل التخطيط الطويل الأمد. الخطوة الأولى تكمن في معرفة أن التجار أينما وجدوا في العالم ينتظرون مواسم الأعياد للاسترزاق، وبأن أسعار المنتجات والخدمات في هذه الفترة من العام تكون أغلى من الأسعار في باقي أيام السنة. لذلك ينصح بالشراء خلال الأشهر التي تسبق العيد، أو على الأقل شراء قسم من الاحتياجات مسبقاً مما يحدّ من الضغط على «الجيبة»، ويقسم المدفوعات على مراحل زمنية. وفي هذا السياق وفي ما يتعلق بعيد العشاق تحديداً، فمن المعلوم أنه وبعد رأس السنة عادةً يكون هنالك موسم تنزيلات، حيث يمكن الاستفادة لشراء الهدية قبل فترة بسعر أرخص.
بطبيعة الحال قد تبدو النصائح المذكورة سهلة نظرياً لكن صعبة التطبيق خاصة أن اقتطاع جزء من الراتب يعد من سابع المستحيلات في ظل تراكم الديون والمدفوعات والأقساط. من هنا تبرز أهمية إعداد ميزانية والادّخار. فالميزانية هي بوصلتك المالية للمستقبل، التي تسمح لك بضبط الإنفاق وتحديد الواردات وتجنّبك التخبّط والتبذير العشوائي، وبالتالي تنظيم شؤونك المالية بدقة. تحضير ميزانية سيمهد لك الطريق للادخار كونك تكون قد حصرت مواردك ونفقاتك، وبالتالي يصبح من السهل اقتطاع مبلغ ولو بسيط كل شهر لتمويل عملية دفع كبيرة في فترة لاحقة.
قد تكون الاستدانة حلّاً للكثير من الناس لتغطية النقص في القدرات المالية، لكن وحتى في حال توافر المحبين والمحسنين خلال الأيام العادية فإنّه قد يصعب عليهم الإقراض خلال فترة الأعياد كون مصاريفهم سترتفع أيضاً وقد يكونون في حاجة للفائض من المال. هنا تلعب بطاقة الائتمان دوراً إنقاذياً متى أُجيد استخدامها. يثير استخدام لفظ بطاقة ائتمان رعب الكثيرين نظراً لضعف ثقافتهم المالية وانتشار الأخبار المغلوطة وغير الدقيقة عنها.
في الواقع فإن بطاقة الائتمان وجدت للمساعدة في الحالات الضرورية، وعلى الرغم من أنها دين يتوجب على العميل ردّه إلى المصرف إلا أنها لا تفرض أي غرامات إضافية على المبلغ المنفق في حال تم تسديده خلال المدة القانونية المسموح بها. كما أن المصرف يحدّد حداً أدنى شهرياً يتوجب دفعه في حال عدم القدرة على رد المبلغ كاملاً ما يسهل عملية الردّ.
ميزة الأعياد أن توقيتها معلوم سلفاً وهو ما يسهّل التخطيط الطويل الأمد


قد تشكّل استراتيجية الشراء عبر البطاقات حلّاً إنقاذيّاً في كثير من الحالات، هذا إن تم اعتماد سياسة تحفظية مدروسة، ومن أبرز النصائح الواجب اتخاذها في هذا الإطار:
- اشتر عبر البطاقة لأن بعض المصارف تعوّض نقداً وبنسب محددة عن المبلغ المنفق.
- يمكن استبدال نقاط الولاء المجمّعة بهدايا وتذاكر سفر.
- يسهل ردّ المبلغ المستخدم في الأشهر اللاحقة حيث تكون المصاريف أقلّ.
- في حال تعدّد بطاقات الائتمان، استخدم بطاقة واحدة لحصر وتجميع نقاط الولاء.
- تكثر العروضات والجوائز عادة في فترة الأعياد عبر الدفع الإلكتروني.
يُنصح أيضاً خلال فترة الأعياد بالتسوّق الإلكتروني، الذي يكون في الأغلب أرخص من التسوّق التقليدي، والذي يوفّر على المستهلك مشقّة التنقل وتحمل زحمة السير، وفي الوقت عينه يمنحه فرصة اختيار ما يشاء بكبسة زر من منزله.
ولأنّ العديد من الناس ينتظرون فترة الأعياد للسفر والاستجمام في الخارج فمن الذكاء حجز بطاقة السفر قبل العيد بأشهر نظراً لرخص سعرها. كذلك يُنصح بمراجعة مواقع السفر المتخصصة حيث يمكن مقارنة العروضات وانتقاء الأفضل.
وفي النهاية، تذكّر أن العيد مناسبة سعيدة، فلا تحوّله إلى نقمة بسبب تبذيرك وقلّة تخطيطك.

* [email protected]