تأسست كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU عام 1978، وهي واحدة من أقدم الكليات في هذا الاختصاص في لبنان. حينها كانت الجامعة تُعرَف بالـBUC
(Beirut University College)، وكان طلاب الهندسة يدرسون عامين في لبنان ويكملون العامين الباقيين للحصول على الإجازة في الولايات المتحدة الأميركية. عام 1995، وبعد عام فقط من تغيير تسمية الجامعة إلى الجامعة اللبنانية الأميركية، أصبحت الهندسة بمختلف اختصاصاتها تدرس بالكامل في لبنان وجميع برامجها معتمدة من قبل الـ ABET و اتحاد المهندسين العرب

للكليّة فرعان في كل من حرمي الجامعة في بيروت وجبيل، وبحسب عميدها الدكتور ريمون غجر، فإنه باستثناء السنة الجامعية الأولى حيث تكون الدروس شبه موحَّدة ومشتركة للطلاب في كلا الفرعين، فإنه ابتداءً من العام الجامعي الثاني يضطر طلاب الهندسة المسجلون في حرم بيروت إلى إجراء زيارات دورية لجبيل، تؤمنها الجامعة على نفقتها، حيث يقع المختبر المتميّز والحديث الذي شيّد على مساحة 20 ألف متر مربع.

مساعدات ومنح
يكلف العام الجامعي في الكليّة نحو 20 ألف دولار، وهو رقم تدرك الجامعة صعوبة توفيره في مثل الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يمرّ بها لبنان، ما دفعها إلى تخصيص منح ومساعدات اجتماعية متنوعة بهدف مساعدة القدر الأكبر من الطلاب على متابعة تحصيلهم العلمي. وفقاً لعميد كليّة الهندسة في الـ LAU، فإن المبلغ الذي توفّره الجامعة سنوياً لمساعدة الطلاب اجتماعياً يقدَّر بنحو 40 مليون دولار، وطلاب الهندسة هم من أكثر المستفيدين من هذه المخصصات.
يشرح غجر أن نسبة الدعم يمكن أن تصل إلى 30%، أما من يحتاجون لدعم أكبر، فبإمكانهم الاستفادة من قروض تعليم توفرها العديد من المصارف التجارية التي عقدت معها الجامعة اتفاقيات لتمنح القروض لطلابها وفق فوائد تشجيعية ومخفّضة. كذلك تحرص الكليّة على تقدير الألمعيين من الطلاب وتقديرهم لتفوقهم من خلال منحهم، بمبادرة تلقائية، منحاً قد تصل نسبتها إلى 50% من كلفة العام الجامعي. في هذا السياق، ولأن تفوق الجامعة ورياديتها مرتبطان بتفوق طلابها وتميّزهم، لا تفوت الكليّة بحسب عميدها فرصة لاستقطاب الطلاب الذين برزوا في البكالوريا ممن حازوا المراتب الأولى وطنياً، وذلك عبر دعوتهم إلى الدراسة مجاناً فيها.
ريمون غجر

أما لمن قد يفكرون في العمل والدراسة في الوقت عينه لتوفير تكاليف الجامعة، فسيكون عليهم في هذه الحالة تأخير تخرجهم لعام أو عامين، بحكم أنهم سيقلّلون من الوحدات Credits التي سيأخذونها. وهنا يشدد غجر على أنّ من الصعب جداً على طلاب الهندسة أن يعملوا ويتعلموا في الوقت عينه، نظراً لأن الدراسات الحديثة تبيّن أن ساعة تعليم في الصف تتطلب تخصيص ما بين ساعتين وساعتين ونصف دراسة في المنزل.

دراسة المستقبل
حرصت الكليّة منذ منتصف التسعينيات وحتى اليوم على مواكبة العصر ومتطلبات سوق العمل والجديد في علم الهندسة، وهو ما يشهد عليه نمو عدد الاختصاصات التي توفرها لطلابها من 4 إلى 7، وهي: هندسة الكهرباء والكمبيوتر، الهندسة المدنية، الهندسة الصناعية، هندسة الميكانيك، هندسة البترول، وهندسة الميكاترونيكس. وحصلت الكليّة أيضاً على رخصة لتدريس هندسة البتروكيماويات.
وتركز الكليّة حالياً على موضوع الذكاء الاصطناعي الذي سيحدد مصير سوق العمل في لبنان والعالم مستقبلاً، وهي لهذه الغاية زادت من عدد الحصص التي تتناول هذه التقنية بالتحديد. يوضح غجر أن الذكاء الاصطناعي ليس اختصاصاً قائماً بحد ذاته، وهو من ضمن المواد التي تدرس ضمن اختصاص هندسة الكمبيوتر، لكن الميزة لمن يرغب في التعمق في هذه التقنية تكمن في أنّ باستطاعة الطالب في آخر عام أو عام ونصف من دراسته أن يختار معظم المواد التي يرغب في متابعتها، وبالتالي التركيز على المواد التي تُعنى بالذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، يكشف أن الكليّة عقدت اتفاقية مع شركة BMW الألمانية يقضي بموجبها طلاب مختارون من الكليّة 6 أشهر في العمل مع الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفي حال تفوُّق بعضهم وتميّزهم، يمكن الشركة أن تتكفل، على عاتقها، دفع نفقات شهادة الدكتوراه لهم.

خبرات ومختبرات
وبما أن الهندسة بمختلف اختصاصاتها تتطلب الكثير من العمل المختبري والتجارب والأبحاث، افتتحت الكليّة أخيراً مبنىً ضخماً على مساحة 10 آلاف متر مربع يضم 40 مختبراً، ومزوّداً بأكثر من 720 جهاز كمبيوتر للطلاب، وتتوافر فيه معدات وتقنيات لا مثيل لها في لبنان وفي الشرق الأوسط، على ما يقول العميد. على سبيل المثال ، يمكن للطلاب استخدام المختبر لإجراء اختبارات على عوارض الجسور الضخمة التي يصل طولها إلى 6 أمتار، بالإضافة إلى العديد من الاختبارات الأخرى. كما يتيح المختبر استخدام قناة المياه ونفق الرياح لدراسة نماذج الهيدرولوجيا والديناميكيا الهوائية للسفن والمباني، في حين يمكن لطاولة الهز اختبار قدرة الهياكل على مقاومة الزلازل. يضم المختبر أيضاً جهاز حفر فريد للدراسات البترولية ومنضدة عمل للطاقة المتجددة وجهاز محاكاة القيادة يستخدم لدراسة سلوك السائقين اللبنانيين بهدف جعل الطرق أكثر أماناً....
وفي ما يتعلق بالكادر التعليمي، يصرّ غجر على أن الكليّة تتشدد للغاية في هذا المجال لضمان أن يحصل الطلاب على أفضل نوعية تعليم، لذلك فإن جميع الأساتذة من حملة شهادة الدكتوراه، ومعظمهم متخرجو الجامعات الأميركية والبريطانية والفرنسية. ويكشف أنه لا يكفي أن يكون الأستاذ من حملة شهادة الدكتوراه فقط، لكون الكليّة تشترط عليه أن يكون منتجاً بنحو متواصل في مجال الأبحاث، وأن تنشر أبحاثه في المجلات العالميّة المرموقة. ويبيّن غجر المراحل المختلفة التي على الدكتور الراغب في الانضمام إلى الأسرة التعليمية في الكليّة أن يتخطاها، حيث يدخل بصفة أستاذ مساعد، وبعدها بخمس سنوات يتقدم للترقية ليصبح أستاذاً معاوناً، وبعد 6 سنوات يتقدم لأن يكون بروفسوراً بدوام كامل. ولا يمكن التقدم لهذه المراحل إلا في حال مساهمته البحثية المستمرة.