وتبرز محوريّة دورها خصوصاً في فترة الأعياد والمناسبات، حيث ترتفع التكاليف بشكل كبير، ويكون عليها أن توفّق بين رغبات واحتياجات العائلة والأولاد وبين الإمكانيات الماديّة المتاحة. وفيما قد يلجأ البعض للاستدانة أو التبذير، يعتمد البعض الآخر على التخطيط المُسبق بما يساهم في توفير الوقت والمال، خاصة في ما يتعلق بشراء الثياب التي لا يكون من مفرٍ منها في الكثير من الأحيان.
توفير
دينا أبي حيدر، أم لولدين، اختارت منذ أن رزقت بمولودها الأول أن تشتري ثياب ولديها كما ثياب زوجها وثيابها في فترة الحسومات، أو عند نهاية كل موسم، «وأحياناً من سنة إلى سنة». تعتبر أبي حيدر أن «سعر الملابس في عزّ الموسم يكون مرتفعاً جداً، فيما يهبط بشكل كبير عند نهايته بحكم رغبة التجار في تصفية المخزون المتبقي، وهو ما يساعدني على توفير ما لا يقل عن 50% إلى 60% من قيمة الملابس». وبالنسبة إليها فإن استراتيجيتها لا تبدي الناحية المادية على الموضة ومواكبة أحدث الصيحات في عالم الأزياء «حيث أن بإمكان كل شخص أن يلاحظ أن الكثير من الثياب التي تعرض على أنها جديدة نكون قد شاهدناها سابقاً، إضافة إلى أن الكثير من الملابس بطبيعتها لا تشهد أيّ تغيرات من حيث التصميم كبناطيل الجينز مثلاً».
الطريقة التي اعتمدتها ساعدتها على توفير 50% من قيمة الثياب


وتعتبر دينا أنها كربّة منزل يفترض بها أن تحدّد الأولويات بالنسبة إلى عائلتها، وبأنه لا يمكنها أن تنجرّ وفق الأهواء والرغبات، وبالتالي الفصل بين الضروريات والكماليات. أما العبرة فلا تنحصر فقط بتوفير المال لمجرّد توفيره، بل في كيفية الاستفادة من هذه الأموال بشكل سليم «والتي أستخدمها لنشاطات ترفيهية للعائلة، كما ولدفع ثمن الزيارات الدوريّة للأطباء وغيرها...»، على ما تقول أبي حيدر.

استثمار الوقت
يُقال في الإنكليزية إن «الوقت هو المال»، وفي هذا السياق فإن الاستراتيجية الشرائية التي اعتمدتها دينا ساعدتها على استثمار وقتها بشكل أفضل ومفيد. ووفقاً لها فإن «التسوّق في الإجمال يستنزف الكثير من الوقت وخاصة في فترة الأعياد والمناسبات، ولكن وبما أنني أقوم بالشراء مسبقاً فإن هذا الأمر منحني المزيد من الوقت للتفرّغ للقيام بنشاطات أخرى تؤمّن لي عوائد ماليّة تضاف إلى ما أجنيه من وظيفتي». وتشرح أبي حيدر بأنها «تهوى تحضير قوالب الحلوى، وبعد تشجيع العائلة والأصدقاء الذين تذوقوا القوالب التي أصنعها، قررتُ أن أخطو خطوة إلى الأمام وأن أفتتح صفحة أونلاين على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق موهبتي، وقد لاقت الصفحة إقبالاً من الكثير من الناس وساعدتني على كسب مداخيل إضافية ولو بسيطة».