المدينة نصف خالية. تبدأ فينا وتنتهي. الاقتصاد = مدينة وحتى قرية. أفراد ومجموعات، مصارف وشركات، مصانع وتجار، سياحة وتكنولوجيا، زراعة...
العالم وليس الناس، كتلة كبيرة، مجرد أرقام. كله اقتصاد حتى ولو كنا نعيش في حياة تقوم على أوهام منتقاة.
أوهام تكيف وجهة نظرنا تجاه الحقيقة. إنه وضعنا في المكان والزمان، لا شخصياتنا كما ينبغي أن نعتقد، هي التي تعتقد.
وهكذا فإن كل تفسير للحقيقة يقوم على وضع وحيد فريد، وخطوتان إلى الشرق ومنها إلى الغرب... وتتغير معالم الصورة كلها.

■ ■ ■


الألم الذي يصاحب الكتابة يرجع كلية إلى الخوف. الخوف من كسر الحواجز؟ لا، إنه الخوف من الجنون.
حرر نفسك من الخوف. لا تخف من الجنون. اقهر ألمك، قل لنفسك أنك لن تبالي إن جننت بالفعل، وحينئذ سوف تواتيك الكتابة على نحو أسرع وأفضل. هنا ليست الكلمة هي المهمة، المهم النبرة. ولكي تقال الحقيقة لابد أن يتبدد الخوف، الحقيقة لا تلزم أحداً، هذه هي الحقيقة الوحيدة.

الخلاص الوحيد أن يستمر العمل، ذلك وحده نجاة الجميع.
لهذا سنسعى إلى تحطيم الحواجز والأسوار...

■ ■ ■


«القطاع الخاص» أو ملحق أسبوعي مع «الأخبار» صباح كل أربعاء... لعله يكون مجنوناً بالمستوى الكافي ليكسر حاجز الخوف بالاتجاهين. بين إعلام ارتخى لتقليديته واقتصاد ابتعد سنوات ضوئية من جمهوره وناسه، وتقوقع وراء مكاتب وداخل ربطات عنق وخزنات نقود.
سنكسر حاجز الخوف بيننا. سنكتب إن كتب لنا الجنون، عن أمور تتكلمون عنها، ولا تجدونها حبراً على ورق....