في هذه الأيام، هناك حال من التماثل بين الاقتصاد اللبناني ورجل يسير في شارع...العلاقة الطردية بين البطء والذاكرة، بين السرعة والنسيان، قد لا تكون مفهومة كلياً، لكنها موجودة، من دون أن نشعر أحياناً.

يسير الرجل في الشارع ببطء حين يحاول أن يستذكر شيئاً. في المقابل، يحاول الرجل نفسه، وفي الشارع نفسه، أن ينسى أمراً ما، فيسرّع من خطواته بطريقة لا شعورية، كمن يحاول أن ينأى بنفسه عن شي قريب منه.
«النكد الاقتصادي» قد يصلح ليكون مصطلحاً علمياً مستحدثاً من قبل أهل الاقتصاد ورجال القطاع الخاص والأعمال في لبنان اليوم. الشكوى في هذه الأوساط عارمة، من كل شيء.
«النق» يبدأ من بورصة نيويورك وتداعيات الأزمة السورية ولا ينتهي بتغير رئيس مصلحة السجل العقاري في سراي ما....
السؤال: ما الذي يخشى اللبناني أن يتذكره؟ وكيف هذا المزيج بين تناقضات البطء والسرعة في دورة الاقتصاد المحلية؟

■ ■ ■


السرعة هي حالة انجذاب بين طرفين، في أي اتجاه كانت.
في حالة الاقتصاد اللبناني هذه الفترة، هي انجذاب صوب الأسفل. كل المؤشرات تدل على ذلك، و«النق» المتزايد يؤكده أيضاً.
لكن ماذا بعد كل هذه الشكاية؟ لا يملك أحد جواباً. جلّ ما يتقنه المعنيون اليوم هو ترف الانتظار. مزيج غريب من الحيادية الباردة والنار المدمرة للانجذاب....نحو الأسفل.
ليس في مقدور الإنسان الذي يهوي سوى التركيز على اللحظة. في سقوطه ينقطع عن الزمن، يعجز عن ابتكار الحلول، يستسلم للسرعة. قد يستعرض شريط الماضي، لكنه ينسى انه سيكون في المستقبل... لحظة الارتطام.

■ ■ ■


في هكذا مواضع، تصبح قدرة اللبناني على التأقلم مع المشاكل، التي لطالما يتغنى بها، لعنة لا نعمة. تأقلم قاتل... حد الاستكانة والعجز.
ليست المشكلة في الطاقة الكهربائية، المشكلة الفعلية هي في هذا الكم الهائل من الطاقة السلبية التي باتت تحيط بكل شيء.
النق لا يبني اقتصاداً، والقيامة تتطلب انتصاباً، أمر قد يكون البعض لم يسمع به يوماً، لكنه للأسف... السبيل الوحيد للتغيير.
«فياغرا إقتصادية»