لم تمنع الظروف الجوية وموجة البرد القاسي التي تضرب البلاد من استمرار عمليات الجيش السوري، وخاصة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، إضافة إلى ريف حلب الجنوبي، حيث سيطر على 4 قرى يوم أمس. وسجّل الجيش تقدماً على أكثر من محور في أرياف اللاذقية بتغطية مكثفة من سلاح الجو الروسي، حيث عاود هجماته من محور جب الأحمر باتجاه التلال والقرى الفاصلة بينه وبين سلمى، ومن محور الزويك ودير حنا باتجاه جبل القصب ومرتفع جبل النوبة ومن محور كفرعجوز باتجاه كفردلبة. وسيطر على قرية عكو الواقعة بين عرافيت وتلال كباني، إضافة إلى سيطرته على بلدة المغيرية شمال شرق كفردلبة. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّه بسيطرة الجيش على عكو يصبح قريباً من اقتحام تلال كباني الاستراتيجية، التي بالسيطرة عليها يؤمن فيها الجيش مواقعه في تلال جب الأحمر المطلة على سهل الغاب، وتصبح قرى جبل الأكراد وصولاً إلى سلمى تحت مرمى نيرانه. وأشار المصدر إلى أنّ عملية اقتحام الجيش لجبل النوبة لم يكتب لها النجاح رغم وصوله إليه، نتيجة المقاومة العنيفة التي أبداها المسلحون، حيث جرى الانسحاب منه تجنّباً لوقوع المزيد من الخسائر البشرية.
تمكن الجيش من أسر 4 مسلحين، أحدهم من «جبهة النصرة»
وبيّن المصدر أن عناصر الجيش والقوى المؤازرة له يخوضون المعارك في ريف اللاذفية في ظروف جوية قاسية، ومع ذلك تمكنوا من إحراز تقدم استراتيجي على أكثر من محور بتغطية من سلاح الجو الروسي وسلاحي المدفعية والصواريخ التابعين للجيش. وسيطر الجيش على غابات الفرللق والعزر ومحيط عطيرة والتلال المجاورة لجبال القزغدار وقريتي المشيرفة الفوقا والمشيرفة التحتا ورويسة مصلانة وكتف العلانة. وفي حلب، قالت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» إنّ الجيش السوري بدأ المرحلة الثانية من معركته التي يخوضها في الريف الجنوبي، مستخدماً أسلحة جديدة أدخلها أخيراً للمشاركة في المرحلة الهادفة إلى السيطرة على كامل الريف الجنوبي، وصولاً إلى طريق حلب ــ دمشق الدولي. وأشارت المصادر إلى أن الجيش والقوى المؤازرة له تمكنوا من السيطرة على قرى خلصة، وحميرة، وقلعجية، وزيتان، مقتربين من بلدة الزربة الواقعة قرب الاوتوستراد الدولي. وتمكن الجيش، أيضاً، من أسر 4 مسلحين، أحدهم من «جبهة النصرة»، واثنان من «أحرار الشام»، بينما أعلنت تنسيقيات المعارضة مقتل أكثر من 50 مسلحاً خلال الاشتباكات في ريف حلب الجنوبي. كذلك حذرت من خطر سقوط بلدة البرقوم، الواقعة شمال برنة، حيث تتعرض الفصائل المتمركزة فيها لقصف عنيف. وفي الريف الشرقي تواصل قوات الجيش عملياتها باتجاه القرى المحيطة بمطار كويرس العسكري، حيث تدور أعنف المعارك على مشارف قرية شويليخ وبلدتي حميمة الكبيرة والصغيرة مع تنظيم «داعش». أما في مدينة حلب، فقد قال مصدر ميداني إنّ الفصائل المسلحة فجّرت نفقاً بالقرب من معمل الغاز في المنطقة الواقعة بين حيّي الخالدية وجمعية الزهراء، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات. وشنّت الفصائل بعد تفجيرها النفق هجوماً على نقاط الجيش في محيط حيّ الخالدية في محاولة لاقتحامه. وقال مصدر ميداني إنّ المسلحين فشلوا في هجومهم الذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، إلا أنهم استهدفوا أحياء شارع النيل وشارع تشرين والسريان القديمة والسريان الجديدة والمكامبو والخالدية بعشرات القذائف، ما أدى إلى استشهاد 14 مدنياً، بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 75 آخرين، وإحداث أضرار مادية كبيرة في المنازل والمحال التجارية والسيارات.