أعلنت كوبا، أمس، أن لقاحها «عبد الله» اجتاز مراحل التجارب جميعها، وأثبت فعالية عالية جداً، بنسبة 92.28%. ويأتي هذا الخبر، بعد أيام قليلة، من إعلان الدولة أن لقاحها الثاني، «سوبيرانا 02»، فعّال بنسبة 62%.
ومنذ بداية الوباء، اتخذت كوبا قرار مواجهة تفشي حالات «كورونا» بنفسها، من خلال اللقاحات محلّية الصنع حصراً، فبدأت تعمل على تطوير 4 لقاحات:
- لقاحان باسم «سوبيرانا»، وهي تعني بالإسبانية «السيادة».
- لقاح باسم «عبد الله»، وهو مقتبس من عنوان مسرحية كتبها الشاعر والسياسي الكوبي الشهير، خوسيه مارتي بيريز، الذي كان من المعجبين بالحضارتَين الإسلامية والعربية. و«عبد الله» (Abdala) هو اسم البطل، الذي يعيش في بلد إسلامي افتراضي اسمه «Nubia»، ويناضل لتحرير بلاده.
- أمّا اللقاح الرابع فهو «مامبيزا»، في إشارة إلى المقاتلين الكوبيّين الذين خاضوا معارك دامية ضدّ الإسبان.

وأثناء المراحل التجريبية للقاحي «سوبيرانا 02» و«عبد الله»، نقلت وكالة «بلومبرغ» حينها عن الحكومة الكوبية أنه بحلول شهر آب تسعى البلاد إلى أن تكون قد لقّحت نحو 70% من سكانها.

على إثره، رجّح وزير الصحة الكوبي، خوسيه أنجل بورتال، أن تصبح كوبا «البلد الوحيد في العالم الذي يلقّح جميع سكانه بلقاحاته المصنوعة محلياً».

ولم تنتظر كوبا انتهاء التجارب حتى تبدأ بمهمّتها. في وقت سابق، أعلنت السلطات الكوبية أنه لدى وصول اللقاحات، التي تتطلب إعطاء ثلاث جرعات، إلى المرحلة التجريبية الثالثة والأخيرة، كان قد تمّ إعطاء 415 ألف جرعة منها. كما أعلن الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، في 18 أيار الماضي، أنه تمّ تطعيم نحو 445 ألف كوبي جرعة واحدة على الأقل، مشيراً إلى أنه سيوسع برنامج التلقيح.

كوبا «تُستبعد» من برنامج «كوفاكس»

جاء قرار كوبا بالاعتماد على اللقاحات المحلية، بدلاً من التفاوض مع مبادرة «كوفاكس» التي تهدف إلى تأمين اللقاحات للبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، على خلفية امتناع البنك الدولي من تصنيف كوبا كدولة ذات دخل منخفض، على الرغم من أنها تعاني من تدهور اقتصادي كبير، بسبب تفشي الوباء والعقوبات الأميركية المفروضة عليها. بالتالي، لا يحق لها الحصول على اللقاحات المجانية عبر المبادرة، بل سيكون عليها تحمّل تكاليفها.

وفي حين تبدو المهمّة صعبة جداً، لا يستبعد الخبراء أن تكون كوبا قادرة على إتمامها، رغم الحصار ونقص الاستثمارات في الاقتصاد. فلطالما كان قطاع العلوم البيولوجيّة أولوية لدى الحكومة الكوبية. وعلى مدى عقود، بقيت البلاد تطور لقاحات متقدمة جداً. ومن هذه اللقاحات، أول لقاح مضاد لمرض المكورات السحائية (meningococcal B)، في الثمانينيات، بحسب «بلومبرغ».

وحالياً، تطوّر كوبا، لقاحاً مضاداً لسرطان الرئة (CimaVax-EGF)، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على تجارب هذا اللقاح في الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به «بلومبرغ». ومنذ الثورة الكوبية، اشتهرت كوبا بتصدير مئات آلاف الأطباء والممرضين إلى جميع أنحاء العالم، لا سيما المناطق الفقيرة، التي غالباً ما تشهد تفشياً للأوبئة والأمراض.