انتشرت المتحورة الجديدة لفيروس كورونا «أوميكرون» التي تحتوي على نسخ عديدة في أنحاء العالم اليوم، فدفعت دولاً إلى إغلاق حدودها وأخرى لإعادة فرض القيود فيما ساد القلق حيال جهود مكافحة الوباء المستمرة منذ نحو عامين.
في الأثناء، يسابق العلماء الزمن لتحديد التهديد الذي تمثّله المتحورة الجديدة، خصوصاً بشأن إن كان بإمكانها الالتفاف على اللقاحات المطوّرة حالياً.

بدورها، قالت منظمة الصحة العالمية في بيان، إنها تقف إلى جانب الدول الأفريقية وتوجه نداء لإبقاء الحدود مفتوحة»، داعية الدول إلى «تبني مقاربة علمية» تستند إلى «تقييم المخاطر».

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، اليوم، من لاتفيا: «نعلم أننا نخوض الآن سباقاً مع الوقت»، موضحة أن «العلماء والشركات المصنعة (للقاحات) يحتاجون إلى ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع لتكوين رؤية شاملة عن خصائص طفرات المتحورة أوميكرون». وأضافت: «علينا أن نكسب وقتاً، داعية السكان أيضاً إلى تلقي اللقاح ووضع الكمامة واحترام التباعد الضروري.

وأعلنت دول عدة فرض قيود على السفر من جنوب أفريقيا، حيث اكتُشفت المتحورة أول مرة، بما فيها قطر والولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والكويت وهولندا، لكن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، دعا الدول التي منعت الرحلات من بلده بعد رصد متحورة جديدة لفيروس كورونا، إلى رفعها بشكل «فوري وعاجل»، معتبراً أن الإجراء يفتقر إلى «مبرر علمي».

المغرب
من بين الدول الأكثر تشدداً كان المغرب في إجراءاته فأصدر قراراً بتعليق جميع رحلات الركاب الوافدة إليه لمدة أسبوعين جرّاء «أوميكرون» نظراً «للتفشي السريع» للمتحورة «خصوصاً في أوروبا وأفريقيا»، وفق بيان اللجنة الوزارية لتتبع كوفيد.

كيان العدو
وأعلن كيان العدو الإسرائيلي إغلاق دخول جميع الأجانب في مسعى للحد من تفشي الفيروس، في قرار يأتي بعد أربعة أسابيع فقط من إعادة فتح حدودها أمام السياح في أعقاب إغلاق طويل جرّاء كوفيد.

سويسرا
بينما بدأت دول أوروبية عدة، بما فيها ألمانيا وفرنسا، فرض القيود مجدداً للحد من تفشي الوباء، أيّد غالبية السويسريين قانوناً بشأن شهادة كوفيد الصحية في استفتاء الأحد.

هولندا
أعلنت السلطات الصحية الهولندية الأحد اكتشاف 13 إصابة على الأقل بأوميكرون، التي يُخشى أنها أشد عدوى من سابقاتها، في أوساط 61 مسافراً خضعوا للحجر الصحي في أمستردام بعدما تأكدت إصابتهم بكوفيد لدى وصولهم من جنوب أفريقيا.

وذكرت مراسلة «نيويورك تايمز» المتخصصة بالشؤون الصحية، ستيفاني نولين أن مسافرين بينهم رضع احتشدوا بانتظار خضوعهم للفحوص، فيما «لم يضع نحو ثلثهم كمامات أو اكتفوا بتغطية أفواههم». وحذّر المعهد الوطني للصحة العامة في هولندا من أن التحقيق لم يُستكمل بعد، لافتاً إلى أنه «قد يتم اكتشاف المتحورة الجديدة في مزيد من العينات».

النمسا
ورغم القلق الواسع، تظاهر عشرات الآلاف في النمسا احتجاجاً على قرار للحكومة يفرض على السكان تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد، في خطوة غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي. وأفاد المستشار النمسوي ألكسندر شالنبرغ أن قرار الحكومة يمثّل «تدخلاً صغيراً» مقارنة بالسيناريو البديل في بلد سجّل معدل تطعيم بين الأقل في غرب أوروبا.

بريطانيا
أعلن وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، عن قواعد جديدة للحد من تفشي كوفيد ستفرض اعتباراً من الثلاثاء. وتشمل الإجراءات إلزام السكان وضع الكمامات مجدداً داخل المتاجر وفي وسائل النقل. كما سيتعيّن على جميع الوافدين إلى بريطانيا الخضوع لفحص كوفيد (PCR) ولحجر صحي إلى حين صدور النتيجة التي تثبت عدم إصابتهم. وأعلنت الحكومة البريطانية التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، الأحد أنها دعت إلى «اجتماع طارئ» يوم غد الاثنين لوزراء الصحة في المجموعة بهدف بحث قضية المتحورة الجديدة لفيروس كورونا.

أستراليا
كما أعلنت السلطات الأسترالية، اليوم، اكتشافها أول مرة لدى مسافرين قدما من جنوب القارة الافريقية خضعاً لفحص كوفيد بعد وصولهما إلى سيدني. ويأتي وصول المتحورة الجديدة بعد شهر من رفع أستراليا الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى الخارج من دون إذن.

الدنمارك
وأكدت الدنمارك تسجيل أول إصابة بأوميكرون على أراضيها، لدى مسافرَين وصلا على متن رحلة من جنوب أفريقيا.

ألمانيا
كما أكدت ألمانيا، اليوم، تسجيل إصابة جديدة بالمتحورة لشخص وصل من جنوب أفريقيا. وفاجأت السرعة التي أغلقت فيها الحكومات حدودها كثيرين، فتدفق مسافرون إلى مطار جوهانسبرغ على أمل الصعود على متن آخر الرحلات إلى الدول التي فرضت قيوداً مفاجئة على السفر.

ظهور «أوميكرون»
اكتشف علماء من جنوب أفريقيا، الأسبوع الماضي، المتحورة الجديدة B.1.1.529 المكوّنة من 10 نسخ على الأقل، مقارنة بثلاث نسخ في المتحورة «بيتا» ونسختين في «دلتا»، المتحورة التي سددت ضربة للتعافي العالمي وأدت لإعادة فرض إغلاق على ملايين الأشخاص حول العالم.

وأدى اكتشاف «أوميكرون» إلى إحياء الانقسامات الجيوسياسية التي فاقمها الوباء فسارعت الولايات المتحدة للإشادة بشفافية جنوب أفريقيا في الإعلان عن المتحورة الجديدة، في تنديد مبطّن بطريقة تعامل الصين مع المعلومات بشأن ظهور الوباء.

وأمس، أشاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بـ«علماء جنوب أفريقيا لتعرّفهم السريع على المتحورة أوميكرون وبحكومة جنوب أفريقيا لشفافيتها في مشاركة هذه المعلومات، والتي ينبغي أن تكون مثالاً يُحتذى به للعالم بأسره».