والد علي فواز «مسؤول في حركة أمل» و»والدتي من حزب الله» لكن «لا تهمني هوية المنظمين أو خلفيتهم وأهدافهم وغيرها. ما يطالبون به يعنيني وأخي وأختي وأهلي وكل جيراني. لماذا لا أكون معهم؟ لماذا أتلهى بهذا كله عن المطالبة بحقي؟». وهو يحرص في حديثه على التذكير بين عبارة وأخرى، بأنه «متعلم وما عم بتظاهر عن هبل». فابن السادسة والعشرين درس «إلكتريك جنرال» وتطوع في المؤسسة العسكرية لينطلق في حياته قبل أن يكتشف أن رهانه لم يكن في محله، فترك الجيش. ومن يومها تنقل بين عدة أعمال قبل أن يثبت في متجر هواتف خلوية يعطيه مالكه نحو ستمئة وخمسين دولاراً شهرياً. ويردد هنا المبلغ عدة مرات، مستفسراً كيف يتزوج شاب بأجر كهذا أو يأكل أو يشرب أو يشتري سيارة أو يبقى في منزله. وهكذا وجد نفسه مع مجموعة من أصدقائه في الشارع. كان يهتف بصوت عال يوم الثلاثاء: «اليوم البيئة وبكرا بكرا المالية». فحين «تشعر بكل هذا الغلط لا يمكن أن تسكت، لكن هذه الطبقة السياسية لن تتنازل بـ»سلمية سلمية». «الرواق لا ينفع معهم. ويشير علي الى أنه «إبن ضيعة الرئيس نبيه بري»، لكني أتكلم عن «بري قبل غيره». لأن «الحريرية السياسية لم تترك لنا متنفس. صار الناس فوق فوق أو تحت تحت». ومن هم «تحت تحت» لا تنفع معهم كرتونة إعاشة أو توظيف أحد افراد الأسرة أو مساعدة مدرسية أو قالب كاتو في الأعياد.

ومرة أخرى يذكر علي هنا أنه ليس شيوعيّا ولا يهمه من قريب أو بعيد كل الجمعيات المنظمة للتحرك أو المشاركة فيه. كل ما يريد قوله إن الحياة باتت صعبة جداً؛ فانقطاع الكهرباء لا يحتمل وعدم وجود فرص عمل لا يطاق ورائحة النفايات تقتل وغيرها الكثير: «أنا مش نازل كرمال سياسة، إنما كرمال مطلب معيشي، كرمال اللقمة. واحد متلي لازم يكون معاشه 3000 دولار.